كان ذلك في صيف عام 1966 حينما بدأت آلام الزائدة الدودية تشتد عليّ لدرجة موجعة جداً من الصعب احتمالها. وكان قد قيل لي من انني لا بد ان اتهيأ لأستصالها. قلت لوالدي من انني سوف اذهب الى المستشفى الجمهوري كي يستأصلوا الزائدة. رفض والدي ذلك لأننا عائلة ميسورة وقال لي لابد ان يتم ذلك في مستشفى اهلي. قلت لوالدي انها عملية بسيطة وانت تعرف افكاري الشعبية ولا اريد ان اعامل باعتباري من ابناء الذوات. انا واحد من هؤلاء الناس العاديين، اريد ان امر بتجاربهم سواء اكانت جيدة ام تعيسة، بسيطة ام معقدة، فاشلة ام ناجحة. اجابني والدي بأنه يفهم موقفي، ولكن الناس سيعتقدون اننا اناس بخيلون. قلت ياابي لايهمني مايقوله الناس. وتطور النقاش بيننا ولم نصل الى نتيجة وسمع بالموضوع خوالي ومنهم خالي محسن الذي اقترح حلاً وسطا. حيث انه لديه صديق ضابط في الجيش وهو بدوره لديه صديق جراح في مستشفى الطوارئ في الشيخ عمر. وقال لي انه مستشفى حكومي مجاني وشعبي، ولكن على الأقل سيكون الجراح من معارفنا وسيهتم بك ونكون نحن على اطمئنان.
وافقت على هذا الحل ارضاء للجميع وخاصة لوالدتي التي كانت قلقة جدأ من العملية، مابالك ان تمت في مكان غير مناسب. تمت الترتيبات على ذلك وذهبنا انا وابي وخالي محسن وصديقه الضابط الى مستشفى الطوارئ لنلتقي بالجراح وكان كل شئ معد للمباشرة بالعملية. وقبل البدء بأجراءات التخدير، طلب الجراح من احد الممرضين فتح الراديو والبحث عن احدى اغاني ” ام كلثوم ” الجديدة ” انت عمري” و “انت الحب” التي كانت تُعزف ليل نهار في معظم الأذاعات العربية. واخيرا اتفقوا ان تجرى العملية على انغام انت عمري. وقال لي الجراح وبيده المشرطة، اطمئن قبل ان تنتهي ام كلثوم من الأغنية نكون قد انتهينا من العملية.
طبعاً انا مُمدد على طاولة الجراح الذي بيده السكين من جهه وسيطرب ويصيح الآهات مع ام كلثوم من جهة اخرى. شعرت بالقلق، ولكن قلت لنفسي انها الثقة بالنفس. ربما هذا هو الطب الحديث. نعم انهم اطباء شباب ومن مدرسة الطب الحديث! ام ربما انهم لا يبالون، وبأرواح مرضاهم يستخفون؟ لا ادري اختلطت عليّ المشاعر وتذكرت إلحاح ابي وعدم رضاه على اختياري. وبينما كنا في منتصف المقدمة الموسيقية الرائعة لعبقري الموسيقى العربية محمد عبد الوهاب وقبل ان تصدع حنجرة ام كلثوم بصوتها الهادر المؤثر تسلل البنج (المخدر) الى رأسي. وأفقت فعلاً قبل ان تنتهي كوكب الشرق من آخر مقاطع تلك الأغنية التي جمعت لأول مرة بين عمالقة الفن العربي.
اخذوني الى غرفة النقاهة ذات السريرين . كان في السرير الاول رجل مُسن والسريرالثاني كان لي. كان سريره اقرب الى باب الغرفة اما سريري فكان اقرب الى النافذة. ولما كنا في منتصف صيف عراقي من الدرجة الأولى فإن النوم قرب النافذة يعتبر بمثابة رحلة الى المصيف. استيقضت في اليوم الثاني وطلب مني الممرض ان اتمشى في ممرات المستشفى حتى افرغ جوفي من البنج وارتاح. وفعلاً استمريت بالتجوال وتعرفت على بعض الوجوه وما يجري في ردهات المستشفى من اشخاص واحداث وقصص. وجاء الفرج وشعرت بدوار وغثيان وذهبت الى الحمام وتقيأت سماً مراً اهتز له كل جسمي. إلا انني شعرت براحة كبيرة وكأن ثعباناً كان مختبأ في صدري وتخلصت منه.
ذهبت الى غرفتي وكان فيها ينتظرني المعين (الفراش) وكان نحيفاً جداً طويلا جداً يبدوا من محياه انه من ابناء الجنوب وانه من سكنة مدينة الثورة. سالني عن اسمي وقال لي ان اسمه “شبوط”. لأول مرة اسمع بأن شخصاً اسمه شبوط الذي هو عادة نوع من انواع السمك العراقي النهري الفاخر. كان شبوط بشوشاً منكتاً يفتعل الفكاهة ولديه كل اخبار الأطباء والممرضات والمرضى ومايدور بينهما. وبدأ يحدثني عن الشقاوة الفلاني الذي طعن بالسكين في عكد الاكراد والمومس الفلانية التي اعتدى عليها خمسة من الأنذال طوال الليل مراراً وتكرارا حتى نزفت لتموت لولا ان انقذوا حياتها في الطوارئ، والصبي الفلاني الذي اغتصبه معلم الرياضة. قصص مذهلة لا تسمع عنها في المستشفيات ألاهلية والمجتمعات البرجوازية.
ولكني سألته عن فتاة شابة رأيتها تتمشى في الممرات لابسة دشداشة سوداء رقيقة ذات قوام في منتهى الرشاقة ووجه في ابهى صورة لفتاة من اجمل ما يمكن، ولكن يغلب على محياها حزن عميق وشرود مذهل. سألت شبوط، ما هو موضوعها؟ لم يستطع شبوط البدأ بالكلام قبل ان يشعل سيكارته كي يسرد عليّ قصتها المؤلمة من ان حبيبها قد هجرها وتزوج غيرها فحرقت نفسها واحترق كل جسمها سوى وجهها. ارادت الموت ولكن الطب لم يرحمها وابقى عليها كي تعاني الأمرين. فقدت الحبيب وفقدت الجسد وتبقى الروح تلوب بين الحسرة والندم. هزني شبوط في هذه القصة المؤلمة ورأيت التأثر في لمعة عيونه وفي الغصة في كلامه. نعم كان الجميع يتعاطف معها ويأسف عليها. ولكن ياترى ما كانت مشاعرها وكيف كانت تفكر بداخلها؟
![]() |
جائت الظهيرة واذا بأبي وامي وخوالي مهدي ومحسن وكريم يأتون لزيارتي ومعهم ما لذ وطاب من اكل وفاكهة ولحوم. فما كان الا ان فرشوا السفرة وبدأنا نأكل جميعاً واصر خالي مهدي على نحر الرقية (البطيخ الأحمر) كي نبرد بها قلوبنا. اما امي فقالت احتفظ بهذه الدجاجة المسلوقة للعشاء وعليك ان تأكلها بكامها لأنك بحاجة الى تعويض مما فقدت من الدم ووجهك اصفر شحيح. ولم تدع اي شخص يمس الدجاجة. كان اجتماعاً عائلياً من اجمل ما يمكن تخللته النكات والضحك خاصة من قبل خالي مهدي. اما والدي فكان متعب من المرض العضال الذي بدأ يظهر على محياه. ولكن في ذلك اليوم كنت انا المريض وانا مركز الأهتمام، حيث انني في ذلك الحين كنت الفتى الأول في العائلة ومركز اهتمام جميع افرادها.
ذهب الجميع وبعد ذلك الأكل اللذيذ استغرقت في نوم ظهريٌ صيفي عميق، لم افق منه إلا على صيحات شبوط وهو يلعن البزونة (القطة) التي سرقت الدجاجة واكلتها. ثم اخذ بالكلام لماذا تركت النافذة مفتوحة؟ يا “ابو جاسم” ألا تعلم ان البزازين هنا بأنتظار الفرص الذهبية؟ واستمر بالكلام الذي من كثرته بدأ يفضح نفسه بنفسه. نظرت الى الجدر فلم اجده مقلوباً ولم ارى اي من ماء الدجاج مسكوباً على الأرض. وبالتالي كانت عملية قرصنة متقنة قام بها شبوط كي يستولي على دجاجتي ويستغفلني وانا نائم. المشكلة انني تعاطفت مع شبوط لخفة دمه ودماثة خلقه ولسرده تلك القصص لي عن العائمين في فضاء مستشفى الطوارئ. ولعل شخص مثل شبوط رغم طيبته لايجد ضرراً في الأستيلاء على دجاجة ابن عائلة برجوازية يزاحم الفقراء في مستشفاهم! ولهذا السبب قررت التعاطف معه وعدم مواجهته في موضوع القرصنة. ولكني سألته: الم تترك البزونة لي فخذ لو جنح لو شويت لحمة صدر؟ قلت ذلك بطريقة استهجانية. ظهرالأستحياء على وجهه وقال ولا يهمك ” ابو جاسم “هاليوم اكل المستشفى من احسن ما يمكن وعشاك على حسابي. وظللت اسأله كيف خطفت البزونة الدجاجة؟ وفي كل مرة يسردها لي بطريقة مختلفة ولكنها مسلية ومشوقة. وكان الضحك نهاية الكلام.
محمد حسين النجفي
كانون الثاني 17, 2018
malnajafi@aol.com
صراع بين الكرامة والواجب بين أروقة الجامعة المستنصرية
“سأذهب إلى زميلتي واطلب منها إما أن تترك العمل السياسي في هذه المرحلة الصعبة التي تكلف الإنسان حياته،
وإما أن نفترق قبل فوات الأوان”
لم يكن شتاء العام الدراسي 1978/ 1979 من الأعوام التي يمكن ان يطويها الزمن وتخلد الى النسيان بسهولة. كان شتاءً قاسياً ببرودته ومكفهراً بسمائه وممطراً ندياً دون انقطاع. وفي هذا الجو الملئ بالكآبة، توالت الأحداث يوماً بعد يوم لتضيق الآفاق من حولي وتؤطرني في زوايا ضيقة لا استطيع الحراك فيها. وابتدأت بأصابة والدي بمرض عضال لم نستطع انقاذه منه لقلة الأمكانيات المالية، والذي ادى في النهايه لوفاته قبل الأوان بكثير. وبطبيعة الحال أثر ذلك على وضعنا المعاشي ووضعنا مادياً في موقف محرج جداً. لقد ترك لي ابي دكان صغير وزوجة اب والعديد من الأخوة منها. ولما كان الدكان هو مصدر معيشتنا ولابد من شخص يديره قررت الانتقال الى الدراسات المسائية، وتعلمت المصلحة قبل فوات الأوان. ولكني في نفس الوقت منغمس سياسياً وفي وضع محرج جداً ويمكن ان اعُتقل في اية لحظة. ماذا افعل لا ادري؟ هل ابقى على انتمائي الحزبي واعمل في سبيل الوطن؟ ام اترك السياسية كلياً واهتم برعاية زوجة ابي واخوتي من ابي؟ هل اترك الجامعة واعمل في الدكان ليل نهار كي اكسب القوت الذي كان يكسبه والدي قبل وفاته ام اجد وظيفة استعين بها؟
![]() |
كلها امور محيرة لا استطيع الأجابة عليها. يكاد رأسي ينفجر. المنظمة الحزبية للسلطة في منطقتنا شددت الحصار علينا بعد اعترافات عزيز الحاج المُذلة. آمالنا في هذه القيادة قد خابت تدهورت . ولكن القضية، القضية اهم من الأشخاص. لا ادري، لا ادري، لا ادري. انهم يضغطون ويريدون مني اعترافات وتنكر وبراءة من كل شئ اؤمن به. لا استطيع ان اقوم بذلك. مالي وعزيز الحاج المتخاذل. دعني اتذكر قدوتي سلام عادل وابو العيس والعبلي ووووووو قافلة الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من اجل القضية.
ولكن اخوتي وزوجة ابي ودراستي ومستقبلي، اليسوا قضية؟ ما العمل؟ اضحي في القضية من اجل اخوتي ام اضحي بأخوتي من اجل القضية؟ رأسي يكاد ينفجر والضغط يزداد وهددوني بالأعتقال اذا لم اطاوعهم. اريد حلا، اريدي معين، اريد من يحميني ويساعدني. ولكن من يساعد شروكي هلكان من مدينة الثورة يتيم وذو افكار هدامة؟
من يساعدني من الأقرباء او الأصدقاء؟ من يريد ان يتورط بموضوع كهذا؟ دعني الجأ الى زملائي في الجامعة. ولكنهم لا يعرفون بانتمائي واذا عرفوا فسوف يضغطون علي في الجامعة والمحلة. يا الله يكاد رأسي ينفجر. ربما احد الأساتذة يساعدني. ولكن معظمهم مصريون يخافون من ظلهم. ومن بقى إما جزء من السلطة او ضعيف لا يحل ولا يربط. ولم يبقى سوى شخص واحد. نعم انه هو. ليس من السلطة ولكنه قوي، و لا ادري سر قوته. يحترمه الجميع وشاب وعسى ان يتفهم وضعي وقضيتي. واذا رفض مساعدتي فإنه سوف لا يشي بي او يضرني بأي شكل من الأشكال. كنت طالباً عنده في السنة الثانية وانا طالب عنده في السنة الثالثة. أذن قررت. سأحدثه غداً.
توجهت الى استاذي* خائفاً ومتلكئاً. ناقشت في ذهني كيف سأطرح الموضوع عليه مئة مرة ومع ذلك لازلت متردداً. واخيراً جاء امامي، سلمت عليه وطلبت ان احدثه على انفراد. منحني هذه الفرصة وقال تفضل. قلت اود ان احدثك بموضوع خاص بعد الدوام. رحب بذلك لأنه لا يعلم طبيعة الموضوع. كانت نهاية الدوام المسائي في الساعة الثامنة والنصف. طلب ان يوصلني بسيارته الى بيتي او مكان قريب ونتحدث في الطريق. حكيت له الموضوع بما انزل. احسست انه مستغرب ولكنه لم يظهر اي نوع من ردود الفعل التي استطيع ان اقرأ منها موقفه الحقيقي. نعم قلت له انني عضو في الحزب الشيوعي- القيادة العامة. وان هناك اعترافات عليّ، وبالتالي منظمة السلطة في منطقتنا يريدون مني الأعتراف والتبرئ وإلا سيتم اعتقالي. سألني الأستاذ ماذا تنوي ان تعمل؟ قلت له لا اريد ان اعترف ولا اريد ان ادخل السجن، لأنني لا اريد ان اخسر كرامتي ولا اريد ان اتخلى عن اخوتي. ثم فاجئني بسؤال آخر، لماذا لم يعتقلوك؟ ولماذا يمنحونك هذه الفرصة في الأختيار؟ جعلني هذا السؤال افكر ملياً لأقول له بصراحة من اننا كحركة لا نمثل تهديداً حقيقياً لهم، وانما الحزب-اللجنة المركزية، هو من يحسبون له الف حساب. ئم سألني الأستاذ لماذا اخترتني لهذا الموضوع فأنا لست مع السلطة كي اساعدك ولست من حملت افكارك كي اتعاطف معك؟ وهنا جائني الألهام واعتقد من انني أعطيته الجواب المقنع وقلت له اعلم ذلك، ولهذا السبب اخترت الحديث معك دون الآخرين.
وقبل الوصول الى ساحة النهضة كي اكمل المواصلات من هناك الى مدينة الثورة أعطاني الحل. قال لي عليك ان تسمعني وتطبق بالحرف الواحد ما اوصيك به. اذهب الى زميلك فلان وهو عضو اللجنة الأتحادية للأتحاد الوطني وهو من الطلاب الجيدين الذين يحترمون انفسهم ولا يستغلون منصبهم، وقل له اني بعثتك اليه، وان الأستاذ واثق من انك ستساعدني، ثم اشرح له الموضوع كما شرحته لي وبالتفصيل الممل.
وعلى الرغم من شكوكي في ان الموضوع سوف لن يحل بهذه الطريقة، إلا انه لم يكن لدي حل آخر. وفعلا ذهبت وطرحت الموضوع على زميلي الاتحادي وكانت انطباعات وجهه تتغير بتغير كلامي. وبعد نقاش وحوار واخذ ورد ومن دون ان يهينني او يستفزني، اظهر ملامح الاستغراب والتعجب اكثر مني. كيف ان الأستاذ وضعنا بهذا الموقف، ووثق به واعتمد عليه. اعتبر زميلي ذلك بمثابة اعتزاز واعتراف منه بقدرته القيادية على ادارة شوؤن زملائه الطلبة في محنهم. وهنا كانت المفاجئة. قال لي الزميل الاتحادي عدّ الموضوع منتهياً. دعنا نذهب الى الأستاذ نطمئنه ونشكره على الثقة التي منحنا اياها.
وعلى الرغم من ان القصة يبدوا انها انتهت نهاية سعيدة، إلا انني الآن عليَ أن اتفاهم مع زميلتي التي أخفيت موضوعها عن أستاذي وزميلي الاتحادي. سيكون من الصعب علي ان اقنعها بترك العمل السياسي لأنها في حقيقة الأمر مؤمنة فيه اكثر مني. كذلك ان تنظيمها لم يكتشف بعد، وبذلك فإنها لا زالت تمارس العمل السياسي. ولكن ضمن علاقتي بها فإن اي شئ يحدث لها سوف اتهم فيه دون شك. فما العمل؟ وما عساي ان اقول لها او اقنعها به؟
سأذهب الى زميلتي وأقول لها بما حدث واطلب منها إما أن تترك العمل السياسي في هذه المرحلة الصعبة التي تكلف الإنسان حياته دون مردود يذكر، وان نبني عائلة مع زوجة أبى وأخوتي، وأما أن نفترق قبل فوات الأوان.
*محمد حسين النجفي
كانون اول 2017
#الجامعة_المستنصرية #محمد_حسين_النجفي #
ماذا ستكون نتائج استفتاء محافظة البصرة اذا قررت الأنفصال؟
ان السلطة المؤثرة على الجماهير في الدول التي تحكمها دكتاتوريات هي الحاكم الفرد نسفه. يقابل ذلك المعارضة له سواء أكانت تلك المعارضة قوية او ضعيفة ، سياسية مدنية ام ثورية مسلحة. اما في الدول التي يتحكم فيها دستور وتشريع وانتخابات وبرلمان، فإن مصادر التأثير تكون متنوعة ومتشعبة تعتمد على معلومات وبرامج ونظم وبدائل اقتصادية واجتماعية. النموذج العراقي شأنه شأن معظم الدول النامية فإنها مجتمعات غير ديكتاتورية وغير ديمقراطية، وانما كيان هش من دستور وقوانين يصممها الفاسدين اداريا ومالياً لحماية مصالحهم وفي معظم الأحيان مربكة للجماهير ليس البسيطة منها فقط وانما حتى لمثقفيها. ان ذكاء ومكر المتمكنين سواء اكانوا في السلطة او جزء من السلطة اوخارج السلطة ومرتبط بها بعلاقات مالية او دينية او قومية، سوف يهيمن على المواطن غير المتمكن ثقافيا وغير المطلع سياسيا وغير المتتبع باستمرار للأحداث. وبالتالي فإن هذا المواطن غير قادر على الفرز بين شكل ومضمون الشعارات. هذا المواطن سوف ينساق نحو شعارات طائفية أو قومية عصبية أو مناطقية أو عشائرية. وكلها صراعات وهمية كاذبة لا تؤدي الى اَي نوع من من التطور أو التقدم . الا انها اسهل وسيلة وابسطها وأقلها كلفة لتحريك الجماهير. لماذا؟ لانها لاتتطلب دراسة ولا تاهيل ولا تثقيف.
فما حدث في استفتاء بريكست في المملكة المتحدة وصوت الناخبين في الأستفتاء لصالح الخروج من الأتحاد الأوربي، وكذلك حدث نفس الشئ لاقليم كاتالينا في اسبانيا لم يكن في الحالتين استفتاء سياسي اقتصادي اجتماعي اوحتى سيادي. انه استفتاء طغت عليه الصفة العاطفية الأقليمية وحتى الأنانية الضيقة. وهذا بالضبط ما حدث حينما طرح على الشعب الكردي مسألة شعورية، مثل هل تود ان تستقل كردستان عن العراق؟ الجواب بنعم ليس جريمة وإنما طرحه على المواطن الكردي فيه الكثير من الخداع. لماذا ؟ لانه لم يرافق هذا الطرح اي دراسة للشعب الكردي عن فوائد الاستقلال وعن مخاطر الانفصال ؟ هل قدمت دراسة جدوى اقتصادية للانفصال ؟ هل سيؤدي الأستقلال حماية افضل لحقوق الأنسان الكردي؟ هل ستتطور الموؤسسات المدنية نحو الأفضل؟ ………………………….
لو نتصور ان يطرح نفس الاستفتاء على أهالي محافظة البصرة. وايضاً دون دراسات مقارنة ماذا تتصورون النتائج ستكون؟ نعم هناك احتمال كبير من ان الغالبية ستصوت لتحويل البصرة من محافظة مهملة يسودها الفساد واللاأمن رغم غنى ثروتها الطبيعة وموقعها الاستراتيجي، الى اقليم شبه مستقل أو حتى الى دولة مستقلة. وقد يعتبر البعض ذلك خيانة. ولكن من هو الخائن؟ هل هو السياسي الذي طرح المشروع؟ أم المواطن البسيط ذو الطموحات العفوية العاطفية المبنية على النزعة البدوية العشائرية المناطقية المُطعمة بالطائفية. والتي من السهل على السياسيين الفاسدين تمريرها.
إذن المسؤولية تقع على القادة السياسيين بالدرجة الثانية. اما بالدرجة الاولى فإنها تقع على مسؤولية الدولة التي سمحت أو تسمح بانتشار الفكر التفكيكي للمجتمع مثل الطائفية والمحاصصة واللامركزية التسيبية التي تنعدم فيها القدرة على الرقابة والمحاسبة والألتزام الوطني. ان السياسيين العراقيين قد نجحوا نجاحاً باهراً في السيطرة على مشاعر وعقول الجماهير واشغالهم بممارسات وشعارات دينية وطائفية وقومية عصبية. وبالتالي ابتعدوا كثيراً عن النشاط المطلبي والحقوق والأمتيازات الخدمية والرقابة الشعبية على سياسي هذا العصر. فالفقير ابن الجنوب الذي لا يستطيع الحصول على ابسط مقومات العلاج الطبي لا يشكوا من ذلك. لماذا؟ لأنه منغمس ومشغول وسعيد بحرية زيارة الأئمة. كذلك الحال في المناطق الغربية التي تفتقد لأبسط سمات المجتمع المدني المتقدم مثل الأمن والأمان، إلا انهم ثاروا ليس لتصحيح الأوضاع الأقتصادية والأجتماعية وانما للحصول على مكاسب طائفية عشائرية مناطقة لا يستفيد منها سواء اقطاعها السياسي. وكذلك الأكراد تناسوا محاسبة سلطة كردستان التي استحوذت على موارد نفط الشمال ولم تدفع رواتب موظفيها. ومع ذلك ايد الجميع مشروع الأنفصال الذي كان سيقوي ويثري الأغوات الأكراد.
الحل بجميع الحالات ليس سهلا ومتطلبات إصلاح البيئة السياسية اصعب من متطلبات البيئة الإدارية الفاسدة. ومن اهم الحلول كما أراها حاليا بالنسبة للوضع الحالي للعراق هي:
تخفيف دور الأدارة اللامركزية وتقوية الدور المركزي للدولة مثل إلغاء مجالس المحافظات ولو لخمس سنوات قادمة.
عدم السماح لتشكيل اَي حزب سياسي أو قائمة انتخابية على أساس ديني أو طائفيي أو قومي.
ان يكون لكل المنظمات الاساسية عقيدة وطنية لكل العراق وبرنامج سياسي اقتصادي اجتماعي.
ان لا يرتبط اَي حزب او تجمع او كيان او شخص عراقي باي جهة اجنبية سواء بأحلاف اومساعدات ماليأ وان يتم الفصل الكامل ما بين الدين والدولة.
ان لا يسمح لأي دور عشائري داخل المنظومة الإدارية للدولة. العشائرية لها دور في المناطق التي لا تتواجد بها مؤسسات الدولة فقط كي لا تصبح دولة داخل الدولة.
ان تمنح الصحافة الحرية الكاملة لأستكشاف الحقائق وكشفها للجمهور دون تسيسها، ومحاسبة الصحافة التي تؤجج التمزق الاجتماعي او التي تسيس المعلومات.
محمد حسين النجفي
7 كانون اول 2017
malnajafi@aol.com
The Iraqi lefties are proud that they were the first to implement the anti-corruption Campaign unabated.
Today, when we find the highest authority, represented by the Prime Minister, adopting this project, we have to support it without hesitation and not to question his credibility for several reasons:
• The first is that under his leadership all the Iraqi cities were liberated from ISIS with minimal casualties.
• Secondly, he managed the Kurdish crisis with the utmost wisdom and patriotism and recovered the disputed territories without any bloodshed or retaliation.
• Thirdly, he represents himself and does not represent the Dawa Party.
• Fourthly, there is no suspicion in his demeanor or approach, nor is he displaying any sign of sectarianism or corruption. Al-Abadi needs strong support in order to overcome internal resistance, whether from the whales of Al-Dawa or the crocodiles of the Green zone.
Mohammad Hussain Alnajafi
malnajafi@aol.com
يتشرف ويفتخر اليساريون من انهم اول من حملوا لواء محاربة الفساد والمحاصصة دون هوادة. واليوم حينما نجد اعلى سلطة متمثلة برئيس الوزراء تتبنى هذا المشروع علينا تأييده دون تردد وعدم التشكيك بمصداقيته لعدة أسباب. أولها انه تحت قيادته تم تحرير كل المدن العراقية من داعش باقل الخسائر وثانيها انه ادار الأزمة الكردية بمنتهى الحكمة والوطنية واسترجع الاراضي المتنازع عليها دون اَي سفك للدماء أو حوادث انتقام، وثالثها انه يمثل نفسه ولا يمثل حزب الدعوة وقال ذلك ورابعها انه بعيد الشبهة عن اَي فساد أو طائفية. ان العبادي يحتاج الى التأييد الشعبي كي يواجه الممانعة الداخلية سواء من حيتان الدعوة أو تماسيح الخضراء أو اطماع الدول المجاورة.
محمد حسين النجفي
25 تشرين 2 2017
malnajafi@aol.com
يتحدث ويتحسر الكثير منا على ايام الزمن الجميل. فما هو الزمن الجميل؟ في اية اعوام وفي اي عصر؟ وهل ان زمني الجميل هو نفس زمنك الجميل؟ وهل انه نفس زمن جدي وابي الجميل؟ وهل ان الزمن الجميل في العراق يتزامن مع الزمن الجميل في سوريا وايطاليا والصين؟
وبعد تمحص ودراسة رأيت ان الزمن الجميل يربطه بعض الناس ايام الفن الجميل الراقي للقبنجي والغزالي. والبعض يربط الزمن الجميل باوضاع سياسية معينة مثل العهد الملكي او عهد الزعيم وحتى ان البعض يربطه بعهد صدام حسين. وهناك من يرى ان الأمة تمر بمراحل في حياتها مثلما يصف البعض عصر هارون الرشيد بأنه العصر الذهبي لأنتشار التأليف والفن وامسيات الجواري!
في اعتقادي ان الزمن الجميل هي تلك التجربة الشخصية للفرد في زمن ومكان معين والتي تركت اثراً ايجابياً رومانسياً حسياً مؤثراً به بشكل ابدي لا يستطيع الزمن ان يمحيه ومن الصعب تكراره. ويرتبط ذلك الزمن في معظم الأحيان مع عمر المراهقة والشباب. زمن اللمة العائلية والضحك والمزاح والعراك بين الأخوان. زمن الدراسة الثانوية والجامعية وبداية التفكير بالرومانسية والحب والمشاعر بين الجنسين. زمن اصدقاء المحلة واللعب في الشارع وركوب الدراجات الهوائية. الزمن الذي كنا فيه لا هم ولا غم ولا مسؤولية ولدينا اب وام يرعوننا ويوفروا لنا كل شئ نحتاجه. وعليه تبقى اغاني وشعر واحداث وانفعالات ومشاعر وتجارب ذلك العمر وذلك الزمن غنية وخالدة ونعتبرها زمننا الجميل.
واني لمتأكد من ان الذين هم في نصف اعمارنا سيكون زمنهم الجميل هو ليس زمننا. وهكذا فإن الزمن الجميل للذين هم في اعمار المراهقة والشباب اليوم سيكون هذا الزمن وسيتذكرونه حينما يبلغون الخمسين والستين ويترحمون عليه على الرغم من اننا نراه في الوقت الحاضر انه الزمن التعيس.
محمد حسين النجفي
19 تشرين الثاني 2017
مـــــــــــن أنــــــــــــــــا
أميريكي ذو جذور عراقية أَم عراقي في بيئة أمريكية
مُهاجر هارب أَم مُستوطن قانع
مثقف هادف أَم ثرثار جامح
مهرج كبير أَم فيلسوف صغير
تاجر ناجح أَم مغامر رابح
جاهل متعصب أَم عالم متفتح
مُسلم متنور أَم علماني متمرد
تلميذ مجتهد أَم أستاذ متبجح
اشتراكي معقول أَم رأسمالي مقبول
أنا كل هذا وذاك وأكثر
فمن أنت؟
محمد حسين النجفي
www.afkarhurah.com
mhalnajafi.org
جزء من المكونات الأساسية للمرأة‘ هو رقتها وحسها المرهف وعاطفيتها الجياشة. وهذه الصفات الأنثوية الشفافة تجعلها بالغة الإحساس وشديدة التفاعل مع المشاعر لدرجة أنها لا تسيطر على ردود فعل كيانها، لذا فإن دموعها تنهمر وتجهش بالبكاء عند الألم او الأسى او الأذية او ألاضطهاد الجسدي او النفسي دون وعيٍ او سيطرة عليها. والبكاء هو اللغة الوحيدة التي يمتلكها الأطفال للتعبير عن جوعهم وألمهم وعن وحشتهم، ولا يسكتون حتى يشبعوا ويرتمون بدفئ أحضان أمهاتهم.
إذن يحق للمرأة ان تغرورق عيناها في البكاء وتسكب الدموع مدرارا. ويحق للطفل البكاء والصريخ حتى يحصل على ما يريد، ولكن هل يحق للرجل أن يبكي؟ هل يحق له النحيب والبكاء؟ هل يحق له ذرف الدموع أمام الآخرين؟ وأخيرا هل يحق له إظهار ضعفه، والبكاء أمام النساء؟
الرجل دَمٌ ولحمٌ مثل المرأة، لا يختلف عنها، إنما العادات والتقاليد والتربية والأعراف منحت الرجل صفات ليست بالضرورة هو أهلٌ لها. ومن بين تلك الصفات، الرجولة والخشونة والقوة والبأس والتحمل والصبر والعقلانية. وهي صفات معاكسة لما توصف به المرأة من قبل المجتمع وأعرافه وتقاليده وتوقعاته.
وللحقِ أقول يا صاحبي: ان الغصة في قلبي ثابتة نابتة، لا تفارقني سواء أكنت حزيناً او فرحا. واني كثير البكاء ساكب للدموع لا حول ولا قوة ولا سيطرة لي عليها، ومحرجة لي في كثير من الأحيان. فلماذا ابكي يا صاحبي، اهو بسبب الحزن الأبدي الذي في أعماق كل نفس عراقية، ام هو بسبب حبسة الغربة الجاثمة على صدرنا المتعب، اهو بسبب انفعالنا مع الحدث ومع النغم ومع الخبر ومع الصورة المؤثرة، أم انه بسبب حسرة مكبوسة هنا وآهات وذكريات مُرة محبوسة هناك في أعماق أعماقنا، ام هو بسبب ندم على بعض ما فعلنا وأسف شديد على الكثير مما لم نفعلهُ؟
كل هذا وذاك يبكيني يا صاحبي، فالأغنية الحزينة والشعر المرهف يبكيني، ووحشة التغرب عن الوطن وفقد الأهل والأصدقاء وذكريات ملاعب الطفولة والأزقة البغدادية والكرادة الشرقية وأبي نوأس وشارع الرشيد وشقاوة المراهقة وملامح وجوه بنات الجيران يبكيني، كيف لا تبكيني؟ ومشاهد الظلم والأسى تبكيني، والشوق للأحبة يؤلمني ويبكيني. وذكرى الأعزاء الذين رحلوا من حياتنا، الأبُ والأم والجد والجدة والخالة والخال والعم والعمات يبكيني، وقساوة رحيل أخي الحبيب “رعد” أملي وحامل لوائي، تعصر قلبي وتخنقني ولا يمر يوم إلا وتبكيني. نعم وواقعة الطف ومُصاب أبي عبد الله الحسين (ص) في كربلاء تبكيني وستظل تبكيني مازال هناك نبضن في القلب ودمع في العيون. فالبكاء لغة وتعبير وشعار وسلاح ودواء، ونعمة من الله يجب احترامها واعتبارها.
محمد حسين النجفي
ايلول 24 2017
لا يحق لمسعود فرض حرب سيعاني منها الأكراد قبل الآخرين، ولا يحق لسياسيوا المنطقة الخضراء الأستخفاف بدماء العراقيين بسهولة واللجوء الى السلاح. انه موضوع شائك لا يهم العراقيين فقط وانما هو موضوع اقليمي ودولي ولابد من الوصول لحلول معقولة تضمن حقوق الأكراد وسلامة العراق.
خلفية تأريخية وتحليل للأحداث:
لقد مضى ربع قرن منذ انفصال كردستان عملياً عن بغداد. فمنذ عام 1991 وبعد ان تعهدت امريكا بحماية كردستان استناداً على قرار مجلس الامن رقم 688، وبغداد لا وجود لها في كردستان سواء قبل السقوط او بعد السقوط. ولكن منذ عام 2003 ولحد الآن اصبحت كردستان تتحكم وتؤثر في تشريع القوانين والقرارات الهامة التي تتخذ في بغداد. فرئيس الدولة كردي ورئيس الأركان كان كردياً وشغلوا اهم الوزارات كالخارجية والمالية، وكانوا اول المستفيدين اقتصادياً منذ السقوط ولحد الآن. وفي كثير من الأحيان كانت كردستان مأوى للمعارضين خارج العملية الدستورية وملجأ للهاربين والفاسدين والمطلوبين للعدالة. وعليه من باب اولى ان تفكر بغداد بالانفصال عن كردستان وليس العكس.
ولكن علينا ان لا ننسى من ان الأكراد ناضلوا للحصول على حقوقهم القومية. فمائة عام وكردستان العراق تشهد انتفاضات وتمرد وثورات وعصيان. حاول العثمانون بطشها، والأنكليز السيطرة عليها والحكم الملكي التحكم بها وعبد الكريم قاسم احتوائها. وقام انقلابيوا 1963 بخداعها ثم حرقها، وعبد السلام عارف هادنها ثم بطش بها، وسلطة البكر وصدام اوقفت اطلاق النار ثم شنت حرب مدمرة اعقبها اتفاقية الجزائر التي منح فيها صدام نصف شط العرب الأستراتيجي الى ايران. ومع ذلك تجددت الحرب مرت ثانية وثالثة. فأستخدم الكيمياوي ولم يكتفيوا، بعدها جرت تصفيات حملة الأنفال المشوؤمة ثم اعقبها تهجير مئات الآلاف من الأكراد الى جنوب العراق. حروب مدمرة ومنهكة وقاسية وغير انسانية راح ضحيتها مئات الآلاف من ابناء الشعب الكردي وعشرات الآلاف من قوات الجيش العراقي.
السؤال هو هل ان الحكم الحالي في بغداد اكثر ذكاءاً ومسايسة من الأنكليز؟ ام اكثر حنكة من السياسي المخضرم نوري السعيد؟ هل هم اكثر وطنية من عبد الكريم قاسم؟ ام ان لديهم سلاح اكثر فتكاً من الكيمياوي؟ ام انهم اكثر قساوة واجراماً من صدام حسين وعلي الكيمياوي؟ الجواب معروف طبعاً. اما القيادات الكردية فإن عليها ان تتجنب اثارة ونقمة العراقيين. وعليها ان تتذكر ان الأسناد الدولي ذو مصالح ممكن ان يتخلى عنهم كما حدث عدة مرات حينما تنكر الأنكليز لوعودهم للشيخ محمود الحفيد ( البرزنجي) وحينما خذل السوفيت جمهورية مهاباد* وكما فرضت عليهم ايران الشاه وامريكا شروط اتفاقية الجزائر وهي القاء السلاح دون اي مكسب للأكراد، وغيرها وغيرها.
وللتاريخ عبر فلقد بالغ الشيخ محمود الحفيد حينما عين نفسه حاكماً لمملكة كردستان عام 1922. وباعتراف مسعود فإن اباه قد أخطأ حينما رفع السلاح ضد ثورة تموز الفتية عام 1962. وربما يتعين على مسعود ان يُفعل برلمان كردستان ويتصالح مع التغيير والطالبانيين ويضمن مبدأ تدوال السلطة قبل الأقدام على هذه الخطوة المفصلية. ان تأسيس دولة يتطلب اكثر من الرغبة الملحة لذلك. يتطلب الأعتراف الدولي ومنفذ بحري وعلاقات جيدة مع معظم الجيران او على الأقل قسم منهم. وكل هذا غير متوفر الآن. ارجوا ان لا يقدم مسعود لتكوين كيان نهايته مثل جمهورية مهاباد*. لقد قُسمت كردستان ووزعت على اربع دول بقرار دولي، وللخروج من هذا الأطار الجيوسياسي لابد من قرارات دولية وموافقات اقليمية. وهذا من الصعب تحديده الآن. ولو قارن اكراد العراق شأنهم مع اكراد ايران وتركيا وسوريا لوجدوا انفسهم انهم في افضل حال منهم بنسبة عالية جداً. وعلى القيادات الكردية ان تحسب تبعات اعلان الأستقلال من جانب واحد وبأعتراف دولة واحدة هي اسرائيل. في اعتقادي ان كردستان العراق ستقع لقمة سائغة لأطماع ايران وتركيا وسوف تصدر النفط ان سمحوا لها بذلك بأبخس الأسعار وستعاني من اختناقات اقتصادية كبرى. كذلك من الصعب ضمان رد فعل بغداد ان يكون سلمياً وسياسياً فقط، خاصة وان هناك اصوات بدأت من الآن تقرع طبول الحرب.
الطلاق حلال وان كان ابغضه. وانا احب العراق موحداً بعربه واكراده من شماله الى جنوبه. ولكني احب العراقيين عربهم واكرادهم اكثر واتمنى ان لا تسكب قطرة دم واحدة بهذا الخصوص. فمئة عام تكفي وبدل ان نحطم العراق من جنوبه الى شماله علينا ان نوفر ذلك للأستثمارات السلمية ونكون اما افضل دولتين جارتين ونموذجاً حضارياً او ان نتعلم ان نكون وطن واحد يضمن التعايش السلمي للجميع، وهو الأفضل.
12 أيلول 207
محمد حسين النجفي
_____________________________________________________________________________________________________________________________________________________*جمهورية مهاباد تأسست عام 1946 لغاية عام 1947 ولم تدم إلا 11 شهراً. كان الملا مصطفى البرزاني القائد العسكري في ادارتها. وفي مهاباد وُلد مسعود. وبعد القضاء عليها هرب الملا مصطفى الى الأتحاد السوفيتي ورُحلت عائلته الى العراق بضمنهم مسعود. التقى مسعود بوالده حينما عفى الزعيم عبد الكريم قاسم عن الملا ورفاقه واعادهم الى العراق عام 1958. إلا ان الملا مصطفى البازاني عاد ورفع السلاح في 11 ايلول عام 1962 بوجه عبد الكريم قاسم وتعاون مع الأنقلابين في حركة 8 شباط 1963 ضد الزعيم والثورة.
The US will remain the strongest nation for a long time to come. But the rise of Russia, China, and Germany is undermining the concept of the Sole Superpower on earth. We have four equally strong players in the international theater now. However, the twenty first century will be flagged as the century that “Superpowers” lost their obedient followers and smaller countries learned to shift their allegiance and negotiate their loyalty for highest bid.
Background:
We grew up during the era of the cold war between two Superpowers “The USA” and “The USSR”. That was during the second half of the twentieth century. However, after the humiliating defeat in Vietnam in the mid-seventies, the USA continued to retreat from the direct involvement of many major conflicts, causing them to lose Iran, Nicaragua, and other strategic conflicts. In 1991, with the withdrawal of the USSR from Afghanistan, the tearing down of the Berlin Wall, and the subsequent loss of control of the Eastern block of Europe the Soviet Union was declared dead. This was followed by a dramatic regime change from the communist party to the shady nationalist movement led by Bores Yalcin.
Both the USA and Russia attempted to regain their Superpower status as the years went on, to varying degrees of success. The USA went through a few successful military ventures. Some reasonably justify cause, while others solely to show muscles. Some examples: President Reagan invaded Grenada, a small Caribbean island, in 1983; President Bush, Sr. invaded Panama in 1989; and the removal of Saddam’s troops from Kuwait in 1991.
Meanwhile Russia, under Putin’s leadership, gained a lot of diplomatic, economic, and military strength. Putin and Russia successfully interfered in Georgia, Ukraine, taking back the vital Crimea Peninsula and a significant part of Eastern Ukraine. In addition, Russia built two strategic bases at the Syrian Mediterranean coastal region and totally controls the game on the ground.
The horrible attack on 9/11/2001 on US soil further shocked the image of the traditional secure untouchable Superpower. In addition, the questionable results of the invasion of Afghanistan at the end of 2001 and the horrific results of the occupation of Iraq in spring of 2003, makes us wonder how powerful is what is left of the “Superpowers”?
While the USA and Russia were busy making a mess in every spot around the globe, China and Germany were actively improving their respected roles in the international community. China is gradually and rationally converting to a free market economy, and is involved in Asia and Africa in strictly a business capacity with zero politics. This approach gave China an easy and respectful relationship with all nations and a strong advisory voice. The dramatic unification of Germany in October 1990, followed by the election and rise of a strong female Chancellor Angela Merkel changed the status and the power of the new Germany in both Europe and the world at large.
The increasing role and the strength of China and Germany, and the resurrection of Russia, are going to be at the expense of the USA only. This will lead to a new world of multiple Superpowers rather than one or two dominant Superpowers. Each one of them has its own economic and security interests. These Superpowers are not going to be measured by their nuclear capabilities and missiles heads, but rather by their economic strength and by the respect of other nations.
There are many other factors weakening the influence of the Superpowers, including the growing power of the international corporation, globalization, the massive power of free information through sophisticated social media, and the power of the impact one individual can make. The rise of these factors are taking place at the expense of continued deterioration of the UN, the disrespect of sovereignty of the independent third world nations and its borders, and finally the use of religious and sectarian differences to weaken sovereign nations.
There was a time when the USA was arguably the strongest Superpower in the world, but today we live in an era when the US cannot intimidate small nations like North Korea or defeat ISIS by itself. Mr. Trump’s style and rhetoric is not giving any positive results, rather it is pushing the remainder of the allies away and weakening the role of the USA globally. The traditional allies to the US are publicly disagreeing with much of the United States’ policies and working together without the US to move forward on global agendas.
The USA will remain the strongest nation for a long time to come. But the rise of Russia, China, and Germany is undermining the concept of the Sole Superpower on earth. We have four equally strong players in the international theater now. These powers are: USA, Russia, China, and Germany. With India, Brazil and Turkey designated to rise to superpower status in the future as well. Each of these powers has their own followers. However, the twenty first century will be flagged as the century that “Superpowers” lost their obedient followers and smaller countries learned to shift their allegiance and negotiate their loyalty for a higher price.
Mohammad Hussain Alnajafi
September 10, 2017
#Superpower #Germany #Russia, #USA #Mohammad_Hussain_Alnajafi