أم الأم

 

كما يقول المثل الدارج بأن ” أعز من الأبن ابن الأبن ” فإن أم الأم لها معزة خاصة عند جميع الأحفاد. ولكن في حالتي وحالة اخوتي واخواتي فإننا قد تفاعلنا بشكل خاص مع بيبي لأن والدتي قد توفيت قبلها. وهو امر ربما كان مؤلم لها اكثر مما هو محزن الينا. فمنذ صغري وانا اناديها ” يمة” ولم اناديها بيبي طيلة حياتي حتى شاء القدر ان فقدنا امنا وعاشت بيبي معنا لتكون اماً وجدة في آن واحد

اتحدث عن الحجية زهرة بنت اسماعيل ام مهدي. المرأة المربية ليس لأبنائها فقط وانما للعديد من البنات الذين ترسلهم عوائلهم كي يتعلمون منها فنون الواجبات المنزلية من الطبخ والخياطة والتطريز وتعلم قراءة القرآن بطريقة التهجي الملائية.  المرأة التي عاشت زهوة حياتها في مدينة الكوفة مع زوجها الحاج رضا كريم عبد الحسين النداف حيث كان ندافاً من الدرجة الأولى معروف ليس في الكوفة فقط وانما في الكوفة والنجف والعشائر المحيطة في مزارع وبساتين الكوفة وخاصة البو حيداري

وفي بداية الخمسينات من القرن العشرين انتقلت الحاجة زهرة ” ام مهدي” الى بغداد لتبدأ مرحلة جديدة من حياتها. وتحولت من امرأة لها دور متميز اجتماعياً في منطقة الجديدة في الكوفة الى ربة منزل تدير احوال منزلها وابنائها وابناء ابنائها. وكانت ام مهدي اقرب الى امي وابي دون الآخرين، ولها محبة خاصة مثل امي الى عماتي وخاصة ام صالح وام ناهدة وخالتي حياة

كانت شديدة البأس وكنا نعتمد عليها في الملمات والمهام التي تكسر الظهر والقلب معاً. حيث سهرت مع امي و معي ليل نهار حينما تمرض ابي وكانت معي طوال الوقت في المستشفيات دون ان تأن او تشتكي. وكنت ارى حزها ووجع قلبها في مرحلة السنوات الثلاث لحين وفاة ابي. وبعدها اقتربت اكثر الى امي ووزعت وقتها بين اسناد خالتي ام سامي واطفالها وبين مراقبة ابنتها فخرية التي كانت بحق فخر العائلة، تذبل  يوم بعد يوم حزنا على فقدان ابي

ولم تمضي سوى سنتين حتى اخذ حزن امي مأخذه عليها. فلم ينفع البيت الجديد الذي سجل باسمها ولا السفر الى لبنان ولا محاولاتي في تسفيه الأمور من اخراجها من الرغبة في الألتحاق بشريك الحياة. وهنا بدأت قساوت الحياة مرة اخرى لنرى والدتي تذوب كفص ملح امام اعيننا وهي لم تبلغ الأربعين. وكنا انا والحجية جنبها ليلا ونهارا من مستشفى لآخر ولمد ةعام على هذا المنوال، وكنا نبكي بصمت طول الوقت لمعرفتنا بما سيكون، حتى صعدت روحها الى خالقها لتكون جنب رفيق الحياة

وبقينا انا وامي الحاجة زهرة كمن اضحا ماسكاً بالقفص بعد ان طار العصفور المغرد عنه. ورجعنا الى بيوتنا وايادينا فارغة وقلوبنا خاوية ولا نستتطعم الحلو من المر في الحياة

واصبحت بيبي همي الجديد لانها آخر ما تبقى لنا وهي منا وعلينا وانتقلت لتعيش معنا معززة مكرمة ومشكورة وعوضتنا كثيراً على خسارتنا وعوضناها عن خسائرها، وبقينا وهي معنا نلملم انفسنا بما بقى لدينا، الا ان الزمان لم يمهلنا كثيراً، فجار علينا وغدر بنا واضطهدنا لننتهي بالتسارع في الرحيل من موطئ قدمنا ومسقط رأسنا الواحد بعد الآخر لنترك العزيزة الغالية مرغمين ولسنا مخيرين. وللأسف لم نكن قادرين كثيراً على اسنادها آخر ايام حياتها

وفي هذا اليوم يوم الأم الذي هو من اعظم الأيام نتذكر الحجية زهرة التي يناديها العديد من بنات الكوفة بـ ” مولتي” (بمعنى مدرستي) والتي خدمت الكل ولم ينصفها حتى اهلها او الزمن الغابر

قراءة لما بعد انتخابات 2014

ان الدلائل تشير الى ان الأنتخابات العراقية الحالية ستؤدي الى مايلي:
 
1- انهاء الخندقة الطائفية، وبدأ التحالفات الأفقية
2- انحلال التحالف الشيعي كلياً او جزئيا
3- فشل الحراك الطائفي العشائري السني في الأنبار
4- ضعف دور كل من ايران وتركيا في شوؤن العراق
5- ضعف الأتحاد الوطني الكردستاني وانفصاله عن التحالف الكردي
6- تقرب مجموعة الطالباني بأتجاه المالكي
7- ضعف دور الأكراد في الحكومة المركزية
8- اضمحلال دور أياد علاوي وأحمد الجلبي
9- ضعف دور كل المرجعيات الدينية الشيعية والسنية مستقبلاً
10- بروز نواة الحركة العلمانية الديمقراطية في البرلمان والشارع العراقي
11- التفاف كل فئات اليسار واللبراليين والمثقفين مجدداً حول الشيوعي العراقي
12- تحسن كبير امنياً وخدمياً وحملة كبيرة متوقعة ضد الفساد
 
محمد حسين النجفي
1 أيار 2014 

 

هل نحن طائفيون؟

لم تعد الطائفية تهم الطائفيين فقط. سواء أكنت طائفياً ام لا سيُعاملك الآخرين على اساس الطائفة التي تنتمي اليها. والسؤال الذي اود ان اطرحه هو: ان كنت حقا لست طائفيا، هل ان عليك ينصب عبئ الاثبات؟ والطائفية هنا بمفهومها العام هي التعصب لما ينتمي اليه الفرد والعائلة. وربما يقود هذا التعصب الى صراع مع الآخرين، وفي بعض الأحيان تكون طبيعة هذا الصراع دموية. ولكي نتجنب الحساسية دعونا نأخذ مثلا الصراع بين البيض والسود في اميركا. السود أقلية ومعظمهم فقراء وكان الكثير منهم في الولايات الجنوبية عبيد مملوكين لمالك ابيض. أما السود في الشمال فإنهم لم يكونوا عبيدا وانما كانوا اقل حقوقا وفرصا من البيض. ومرّ صراع السود في سبيل كامل حقوقهم الإنسانية بمراحل عديدة كان آخرها حركة الحقوق المدنية بقيادة مارتن لوثر كنك جونير. واليوم يتصدر البيت الأبيض رئيس اقوى دولة في العالم شاب اسود اسمه براق حسين أوباما.

فمن الذي انتخب أوباما مرتين الى البيت الأبيض؟ السود لا يمثلون سوى عشرة في المئة من سكان اميركا في أحسن الأحوال. إن من انتخب أوباما هو من آمن في برنامجه الاجتماعي والاقتصادي والسياسي بضمنه السياسة الخارجية. ان البيض هم من صوت وانجح المرشح الأسود.  وطبيعي فإن ذلك يمثل منتهى الرقي الإنساني الذي أذهل العالم وبعض الأمريكيين المتعصبين وغير المتعصبين. ولعلي لا أنكر ان من اهم منجزات التغيير في عام 2003، انها اوصلت شخصية كوردية لرئاسة الجمهورية العراقية. لا يهم ان كان شخص الطالباني ام غيره، المهم انه ليس وفق التقاليد التي توجب ان يكون عربيا. وربما سيكون الرئيس القادم مندائي او مسيحيي اوأزدي، وبذلك نكون قد كسرنا العديد من الحواجز نحو الطائفية.

السؤال الذي في ذهني هو كيف يتصرف أوباما كرئيس ويثبت للأمريكيين انه ليس رئيس امريكي محدد بأجندة للسود؟ هل ان عليه ان يتخلى كلياً عن الدفاع عن حقوق السود التي ما زال قسم كبير منها مهضومة؟ أم ان عليه استغلال الفرصة باعتباره الرئيس المنتخب كي يرفع الظلم عن المظلومين ومنهم السود؟ ام ان عليه ان يبالغ بمنح السود امتيازات بحجة انهم عانوا الظلم لسنوات عديد!. ربما تبدوا المسألة محيرة بعض الشيء او كل الشيء، وطبيعي فإنه من السهل على رئيس ابيض اتخاد القرار دون عقدة كونه لا ينتمي لفئة تعتبر أقلية.

والسؤال الأعم هو اننا كمواطنين كيف نثبت للآخرين اننا لسنا طائفيين؟ وهل نحتاج ان نثبت بأننا غير طائفين؟ فإن كنت كردياً هل عليّ ان اكون مناهضا لحقوق الأكراد كيف اثبت أنى مواطن عراقي؟ وان كنت سنياً هل ان عليّ ان أشهد ان علياً ولي الله كي أقنع الشيعة بأني لست طائفيا؟ وان كنت شيعياً هل ان عليّ ان أصلي مكتوف اليدين ومن دون تربة كي يعلموا أنى لست طائفياً؟ وما الذي عليّ ان اقوم به ان كنت مسيحياً او أزدياً او مندائياً كي اثبت للملأ أنى انسانٌ قويم؟

انى ارى ان الأنسان طائفيا بطبعه، اي انه يحب نفسه وعائلته ودينه ومذهبه وانتمائه العرقي وبلده ومسقط رأسه وعشيرته. وليس في ذلك اي عيبٌ او مخالفةً للأخلاق والقوانيين. المشكلة هي في المبالغة بذلك كله او بواحدة من هذه الانتماءات، والمشكلة الأكثر هي حينما يعتقد الفرد او الجماعة انهم أفضل من الغير وانهم يجب ان يكون لهم كل شيء وللآخرين لا شيء.

وانا لا أرى اننا يجب ان نثبت للآخرين من أننا لسنا طائفيون، وانما علينا ان نتصرف كذلك، وعليه فإن من حق كل فرد وطائفة ان تعتز بما هي عليه، دون التقليل من شأن الآخرين. وهذا تصرف حضاري وثقافي واخلاقي وغير طائفي.

محمد حسين النجفي
نيسان 2014

__________________________________________________________________

سنةوشيعة#   #العراق   #الطائفية   #محمد_حسين_النجفي

رحيل آخر العصاميات

أربعة نساء فاضلات عاملات ومربيات.  خياطات وملايات، يُعلمن القرآن للفتيات ويعلمهن فن الخياطة والطبخ. وكانوا معروفين في عموم الكوفة وخاصة في محلة الجديدة. وكانت عوائل الكوفة تحترمهم وتقدرهم وكانت الفتيات ينادوهم بكلمة “مُلتي”

هؤلاء السيدات الفاضلات هم: الحجية أم مهدي وأم محمد جواد وأم نعمه وأم ناجي يرحمهم الله ويرحمنا جميعا. هؤلاء السيدات قدمن لعوائلهن أكثر بكثير مما قدمه الرجال، فقد كانوا من معدن صلب وعود قوي وحرفية عالية. لا انسى حينما كنت اذهب الى الكوفة في صغري، كان لهن ترحيباً بشوشاً يستقبلوننا وكأننا ابناء لهم وقد عدنا من سفر طويل

وهنا اتذكر انني في عام 1975 ذهبت في الساعة الثالثة صباحا الى معمل السمنت قرب معسكر الرشيد لأستلام حصتنا من السمنت لبناء الشقق. وقد كان ليل أظلم لم يتركوا حتى ضوء واحد للناس. ولكني تصورت أمراة كانت هناك أراها في الظلام واعتقد بأني أعرفها. وحينما بدأ نور الفجر يشع علينا تدرجيا بدأت الملامح أوضح وأذا بها خالتي “أم ناجي”  حيث جاءت لنفس الغرض عندما كانت تبني بيتها. عندها قلت لنفسي يالها من أمراة ولا كل الرجال

 رحم الله العصاميات الأربعة أم مهدي جدتي وحبيبتي ومربيتي ورحم الله الخالات العزيزات أم نعمه وأم جواد وأخرهم ام ناجي



شباط 1963 : أسود يوم في تاريخ العراق

  شبا ط 1963  : أسود يوم في تاريخ العراق

 تسعة أشهر سوداء لم يُغسل عارها بعد، لأنه ولحد هذا اليوم بعد اكثرمن خمسين عاما لم يحاسب اويقاضى اويعتقل او يؤنب على الجرائم المعلنة وغير المعلنة بحق الشعب العراقي عموما وبحق الزعيم ورفاقه الشهداء وشهداء الحركة الوطنية اي شخص. ولم يجري تعويض معنوي او مادي لمن سجنوا وعذبوا وقتلوا، ولمن شردوا وهاجروا وخسروا اوطانهم الى الأبد.

كذلك لم يقم ممن تضرروا وعذوبوا واهالي من استشهدوا او الحركة التي  ينتمون اليها بأي عمل لمعاقبة مرتكبي هذه الجرائم او الأنتقام منهم. الجرائم التي ادت بحياة الآلاف من مثقفي العراق الوطنيين من خيرة الأطباء والمهندسين والمعلمين والطلبة اللامعين. وكذلك ادت الى فصل عشرات الآلاف من وظائفهم ومعظمهم انهى بقية عمره في السجون او جالساً في البيوت او مهاجرا لدول اخرى مثل اليمن وليبيا والخليج ثم انتقلوا الى اوربا وامريكا بعد ان ضاقت بهم الأمور.

خسارة لاتعوض يظهر اثرها بوضوح لما آل عليه العراق اليوم من تخلف وارهاب وفساد وطائفية.

الأقتصاد العراقي: بين الخصخصة والعولمة

 باشر العهد السابق ومنذ اواسط الثمانينيات بخطوات بأتجاه خصخصة الأقتصاد العراقي عن طريق بيع ممتلكات الدولة والتي هي بعبارة ادق ممتلكات الشعب العراقي وثروته الوطنية. وفي حينها كانت الأسباب الرئيسة هي انشغال الدولة في ادارة حرب لا نهاية لها. وفي منتصف التسعينات بدأت المرحلة الثانية لبيع ممتلكات الشعب العراقي للمستفيدين والمنتفعين ممن كانواينتظرون الفرص المواتية وبحجة المقاطعة الأقتصادية.  وكانت الصفقات تتم بهدوء والمستفيد الأول والأخير هي عائلة صدام واقربائه وزمرة من المتفاعلين معهم. وقد ازدادت الدعوة لعولمة وخصصة الأقتصاد العراقي بعد عام 2003 نتيجة للنفوذ الأمريكي ورجوع العديد من العراقيين كسماسرة للمستثمرين الأجانب. ولذلك فقد ارسيت كل المقاولات والعقود سواء في قطاع النقل والمواصلات، التليفونات، النفط، توريد المواد الغذائية، وحتى جمع القمامة الى شركات اجنبية تركية و كويتية و مصرية وامريكية واوربية، وحرمت منها الشركات العراقية سواء في القطاع العام ام الخاص. لقد لعبت العولمة دورا فعالا في كسر ما تبقى من قوة القطاع العام واذلت وافقرت القطاع الخاص وحولته لقطاع طفيلي يعيش على الكومشن والأزمات وفتتات السياسيين والشركات الاجنبية. وحينها الكل يتحدث عن مشاريع كبرى وعظمى فوق طاقة القطاع العام والخاص العراقيين. وللأسف كانت لعبة كبيرة  وخطأ سياسيا واقتصاديا لازال العراق يعاني من تبعاتها.كان يجب ان يتم اعمار العراق على ثلاثة محاور

قصيرة الأمد
ويتم فيها تصليح وصيانة ماهو قائم وموجود ويتطلب التصليح والصيانة والأدوات الأحتياطية. ولكان قد ادى ذلك الى تشجيع القطاع الخاص في مجالات المواصلات، النقل، الصحة، جمع القمامة والماء والكهرباء وغيرها. وكذلك تقوم منشآءات القطاع العام بأعادة تأهيل نفسها عن طريق الصيانة والتصليح واستيراد المواد الأحتياطية المطلوبة. وكان بأمكان القطاع العام بأمكانياته الهائلة من ان يأخذ على عاتقه لعب دور ايجابي لتلك المرحلة الأنتقالية

متوسطة الأمد
وهو ما يمكن لكل من القطاعين العام والخاص انجازه خلال الخمس سنوات القادمة. فعلى سبيل المثال لا الحصر تقوم الدولة بتشجيع وتمويل القطاع الخاص ضمن ضوابط قانونية ومالية في قطاع المواصلات والنقل البري، فيما يقوم القطاع العام ببناء البنى التحتية لهذا القطاع مثل بناء الجسور والقناطر وفتح طرق برية ومد سكك حديدية بين المحافظات ومع الدول المجاورة

بعيدة الأمد
وهو مايمكن ان يتوقع انجازه خلال العشرين عاما القادمة. وهو التفكير ببناء سدود واحواض مائية لمعالجة مشكلة المياه مع الدول المجاورة. مشاريع الأستثمارات النفطية وتصنيع مشتقاتها كوقود السيارات والغاز السائل. مشاريع ري وبزل واستصلاح اراضي . كيفية الوصول الى مرحلة الأكتفاء الذاتي لزراعة المحاصيل الزراعية الأساسية مثل الحنطة والرز. كيفية تشجيع وخلق مشاريع صناعية تعتمد على مواد اولية يزخر بها العراق مثل المنتجات النفطية، السمنت، الطابوق، تعليب المياه والمواد الغذائية. كذلك معالجة التصحير من خلال شق القنوات المائية وبناء الأحزمة الخضراء عن طريق زراعة النخيل والحمضيات والأشجار التي تقاوم الريح والجفاف. كل ذلك لايستطيع ان يقوم به القطاع العام او الخاص بمفرده. ان هذا النوع من المشاريع الضخمة فقط يستحق ان تساهم به الخبرات الدولية والشركات العالمية المختصة، وليس السمسارة في عمان والمشايخ في الخليج والأمراء في السعودية

وقد يتحدث القائل عن بيروقراطية القطاع العام وعدم كفائته وكثرة العاملين به وقلتة انتاجيتهم. ولنفرض جدلا ان كل هذا صحيح. ولنراجع ما انجزه القطاع الخاص طيلة عشر سنوات. الجواب معروف لدى الجميع فإن الأنجازات تنحصر في استيراد اردئ نوعيات البضائع من الصين وهدر الموارد المالية وتمويل التيارات السياسية التي نشرت الروح العنصرية والطائفية المؤدية الى انعدام ابسط ماهو مسوؤلة عنه الدولة وهو الأمن والخدمات. لقد كان بألامكان التغلب على مواطن ضعف القطاع العام من خلال زجه في عملية البناء والتطور خاصة اذا كان الوعي السياسي الجديد لايسمح بالمحسوبية والمنسوبية ويحمل شركات القطاعين العام والخاص المسوؤلية كاملة لما تعاقدوا عليه

الذي اريد ان اقوله ان بريمر ومن كان حوله قاموا عمدا بعزل منشآت القطاع العام الصناعية منها والتجارية من لعب اي دور في العراق الجديد تمهيدا لتصفيته وفتح الآفاق امام الشركات العالمية وتحويل اموال الشعب ومصادر خدماته الأساسية لايدي لصوص كبار مصانين غير مسوؤلين ينهبون خيرات البلد بكفائة نادرة ويفلتون من الحساب الى الأبد. وكذلك تم عزل القطاع الخاص العراقي المحلي المنتج سواء في قطاع المقاولات او الخدمات لكي تتاح الفرصة كليا للشركات الاجنبية وسماسرتها ممن هم سياسيون في النهار، ومقاولون في الليل والذين يعقدون الصفقات في اروقة الصالونات الحمراء

وهنا اود ان ارفع صوتي واذكر السياسين القائمين على تشريع قوانين بيع ممتلكات الشعب بسعر التراب، ادرسوا ماحصل لروسيا ومصر والجزائر من ضياع وهدر وسرقة بأسم الخصخصة والعولمة. ان الأقتصاد لاينموا حينما تنتقل ملكية مصنع من اسم لأخر، من القطاع العام الى الخاص أو العكس، وانما الأقتصاد ينموا حينما نبني مصنعا آخر، ونستصلح ونروي اراضي كانت غير صالحة للزراعة. ان العراق يحتاح حاليا لجهود اعادة بناء واسعة. فنحن بعد عشر سنوات بعد التغيير ولازلنا دون الصفر. فالقطاع العام والخاص عليهم مسوؤلية البناء المشترك والمتكامل ما بين الأثنين

هناك مشاريع لاتعد ولا تحصى فدعونا نبني مشروعا جديدا، حيث ان بيع المشروع القديم لمالك جديد سوف لن يحل المشاكل القائمة بل ربما يعقدها ويأخرها. فعلا سبيل المثال لا الحصر ان خصخصة سمنت السماوة لم يرفع من طاقته الأنتاجية. كان الأجدى بالدولة ان تشجع ذلك المشتري على بناء سمنت سماوة 2، كي يكون هناك مصنعين وطاقتين ومنافسة وتكامل والبقاء للأفضل

محمد حسين النجفي
تشرين ثاني 2013

________________________________________________________________________________

 العراق#، محمد حسين النجفي#،#خصصة#،#القطاع العام

خصخصة القطاع العام في العراق

لقد باشر العهد السابق ومنذ اواسط الثمانيتات بخطوات بأتجاه خصخصة الأقتصاد العراقي عن طريق بيع ممتلكات الدولة والتي هي بعبارة ادق ممتلكات الشعب العراقي وثروته الوطنية. وفي حينها كانت الأسباب الرئيسة هي انشغال الدولة في حرب لا نهاية لها. وكانت الصفقات تتم بهدوء والمستفيد الأول والأخير هي عائلة صدام واقربائه وزمرة من المتفاعلين معهم. وبموجب ذلك تم بيع معمل الطين في مدينة الحرية لعائلة خير اله طلفاح على سبيل المثال.

وقد ازدادت الدعوة لخصخصة الأقتصاد العراقي بعد عام 2003 نتيجة للنفوذ الأمريكي ورجوع العديد من العراقيين كسماسرة للمستثمرين الأجانب. ولذلك فقد ارسيت كل المقاولات والعقود سواء في قطاع النقل والمواصلات والتليفونات والنفط وتوريد المراد الغذائية  وحتى جمع القمامة الى شركات اجنبية تركية وكويتية ومصرية وامريكية واوربية وحرمت منها الشركات العراقية. لقد لعب هذا العامل دورا فعالا في كسر قوة القطاع العام واذل وافقر القطاع الخاص وحوله لقطاع طفيلي يعيش على الكومشن والأزمات وفتتات السياسيين والشركات الاجنبية. وحينها الكل يتحدث عن مشاريع كبرى وعظمى فوق طاقة القطاع العام والخاص العراقيين. وللأسف كانت خطأ سياسيا ولعبة تجارية لازال العراق ينتظر نتائجها.

وقد يتحدث القائل عن بروقراطية القطاع العام وعدم كفائته وكثرة العاملين به وقلتة انتاجيتهم. ولنفرض جدلا ان كل هذا صحيح. ولنراجع ما انجزه القطاع الخاص طيلة عشر سنوات. الجواب معروف لدى الجميع فأن الأنجازات تنحصر في هدر الموارد المالية وتمويل التيارات السياسية التي نشرت الروح العنصرية والطائفية المؤدية الى انعدام ابسط ماهو مسوؤلة عنه الدولة وهو الأمن والخدمات. لقد كان بألامكان التغلب على مواطن ضعف القطاع العام من خلال زجه في عملية البناء والتطور خاصة اذا كان الوعي السياسي الجديد لايسمح بالمحسوبية والمنسوبية ويُحمل شركات القطاعين العام والخاص المسوؤلية كاملة لما تعاقدوا عليه.

لقد جرى عمدا عزل منشآت القطاع العام الصناعية منها والتجارية من لعب اي دور في العراق الجديد تمهيدا لتصفيته وتحويل اموال الشعب ومصادر خدماته الأساسية لايدي لصوص كبار مصانين غير مسوؤلين ينهبون خيرات البلد بكفائة نادرة ويفلتون من الحساب الى الأبد. وكذلك عزل القطاع الخاص العراقي المحلي المنتج سواء في قطاع المقاولات او الخدمات.

وهنا اود ان ارفع صوتي واذكر السياسين القائمين على تشريع قوانين بيع ممتلكات الشعب بسعر التراب، ادرسوا ماحصل لروسيا ومصر والجزائر من ضياع وهدر وسرقة بأسم الخصخصة. ان الأقتصاد لاينموا حينما تنتقل ملكية مصنع من اسم لأخر وانما الأقتصاد ينموا حينما نبني مصنعا آخر. فالسؤال المحير هو لماذا لايبني القطاع الخاص مصانعه ومزارعه واسطوله البحري والجوي؟ ولماذا يفضل ان يشتري ماهو قائم ومنتج من الدولة؟ والأحير هو لماذا تشجع الدولة ذلك؟ ام ان هذه الاسئلة غير محيرة.

متى اللقاء يا أمي

أشتقت اليك يا أمي

وحنيت لطلتك البهية

و مائدتك طعامك الشهية

أشتقت للقياك يا امي الحنونة

وحنيت لأبتسامتك العفوية

وعطر انفاسك الزكية

خمسين عاما مضت على الفراق

كنت اذكرك بين الحين والآخر

بعدها صرت اذكرك أكثر وأكثر

ومنذ حين صرت أراك صباحا ومساءا

وهذه الأيام لا أرى سواك

أشتقت اليك يا أمي

وارجوا ان لايطول أنتظاري

فلقد نفذ زادي من الدنيا

وزاد تذمري فيها ومللي منها

ولا يسعفني من تعاستها

سوى لقياك يا أمي

كي يصبح العراق وطن

كي يصبح العراق وطن
الحكام لم ولن يتغيروا مالم يغير الشعب نفسه
والشعب لن يتغير مالم يعتز كل فرد بنفسه
وقيمة الفرد تأتي من حريته والشعور بالأنتماء الى وطن
الوطن لايقف على قدميه اذا انتصرت فئة فيه على الفئات الأخرى
وانما الوطن يصبح وطننا حينما لايحتاج فيه المظلوم ان يدافع عن نفسه، لأن الآخرين سينبرون للدفاع عنه
ًأنني اتطلع لأن يكون العراق وطنا
يبني فيه المسلمون الكنائس كي يصلي بها النصارى ليسوع المسيح
عراق يرى شيعته صداقة أبو بكر لنبيهم وعدالة الفاروق في امتهم
عراق لا يشعر فيه السني ان عليه ان يَحكم والا سيُتحتكم به
عراق يستمد الحكمة والمساوات من سيرة الأمام علي وعدم الخنوع للحاكم من ابنه الحسين
أن يكون العراق وطنا لا يدافع فيه الأكراد عن حقوقهم، لأن العرب سيكفلون لهم ذلك
عراق يستطيع فيه الكورد ان يختاروا حاكماً ليس طالبانياً أو بارزانياً 
عراق لايشعر فيه التركماني اقلية لأن الأكراد لا يسمحون بذلك

عراق يحاسب فيه البعثيون الشرفاء صدام والصداميين ويتبرئون من جرائمه بحق الشعب العراقي
عراق ينتقد فيه منتسبوا حزب الدعوة مسيرة السلطة الحالية ويكونوا قُساةً في محاسبتهم
 عراق جيشه يرابط على الحدود لحمايتها
وشرطته تحفظ النظام وهي منزوعة السلاح
عراق يدافع فيه رب العمل عن حقوق الشغيلة
عراق يحافظ فيه العمال على وسائل الأنتاج وصيانتها
 عراق يدافع فيه رجاله عن حقوق المرأة المضطهدة، بأسم الشريعة والتقاليد
وطن تمنح فيه الفرصة للمرأة كي تساهم في بنائه ورقيه
عراق يكون فيه ورع وتقوى رجال الدين قدوة ومثلاً اعلى
عراق يلعب فيه المعلم دور المثقف والمربي والمصلح الاجتماعي

وطن يشارك فيه الغني في القضاء على الفقر والأمراض
وطن العدالة الأجتماعية دون اكراه او سفك للدماء
عراق يلعب الأطفال في روضته
وينهل التلاميذ من ثقافته وعلومه
عراق لايعمل فيه الأحداث
ولا يستحل به دم النساء

عراق تتفتح فيه الف زهرة
وتنتشر فيه الف فكرة
وطن الثقافة والحضارة والفن والحوار

وطن يكون فيه العراقي اثمن راس مال
وحرية العراقي اثمن الحقوق واعز الحريات هي حرية الرأي والكلام
 واهم الممارسات ليس انتخاب المسؤول بل القدرة على محاسبته وتغيره

  حينها يصبح العراق وطن

محمد حسين النجفي
www.mhalnajafi.org

الله يرحم أيام صدام

الله يرحم أيام صدام”
على الأقل جان اكو أمان
“ما جنه نعرف منو سني ومنو شيعي أيام صدام
*********

لايمر علينا يوم دون نسمع شيئا من هذا القبيل
  وكانهم من أهل الكهف، كانوا نائمين في عهد صدام

واستيقضوا اليوم ليروا الطائفية وانعدام الامان وانتشار الفساد الاداري
والمحاصصة وعدم توفر الخدمات
وغيره الكثير مما فشل في تحقيقه
المحرر المحتل
 والسياسي المعمم
وشيخ العشيرة المدلل
والمهاجر العائد من الخارج
والمعارض الناهض من الداخل
**************
الكل يتهم الكل لما آلت عليه الأمور
فالسنة يخونون الحاكم الشيعي بأنه تابع لأيران
والشيعة يتهمون السنة بأنهم يستلمون اوامرهم من قطر والسعودية وأردوخان الأتراك
والعرب غير راضين لابتزاز الكورد لموارد العراق
والأكراد يسرقون و يشتكون ويضحكون على الأعراب
والعمائم تنطح بعضها البعض وصوتهم لايستهان
وداعش والقاعدة يصولون ويجولون في كل مكان وزمان

**********
فمن هو المسوؤل؟
 دعونا نحمد الله على بعض المنجزات، ومنها ان الجميع يستطيع ان ينقد وينتقد وينتقص من الكل

فهذا نائب رئيس الوزراء يتهم من ينوب عنه بالدكتاتورية
وهذا مسعود يصول ويجول يآوي من يريد ويشرد من لا يريد دون حساب او عقاب
وهذا علاوي رئيس اكبر كتلة برلمانية ولم يحضرسوى جلسة واحدة وتركها مقاطعا
والصحف عديدة والقنوات فائضة عن الحاجة
والديمقراطية بخير
***********
فالحكام اليوم هم شيعة وسنة واكراد وتركمان وآشوريين وغيرهم
وانهم يتقاسمون المسؤولية بالمحاصصة
ويوزعون الأرزاق حسب الملل والنحل
  جميعهم لا يمثلون طوائفهم على الأطلاق
  إن أمراض هذا الحكم وهذه الأوضاع ما هي الا امتداد لما سبقها
**********
وعلى كل حال ماهو الجديد والمستغرب لهذه الدرجة على حكام العراق سواء كان اليوم ام الأمس ام في قديم الزمان؟
إن ذنوب حكام اليوم لا تغسل جرائم الذين سبقوهم
وإن جرائم الصنم الذي سقط لا تبرر جرائم أصنام الصدفة 
والحقيقة المرة ان هؤلاء الأشبال هم من ذاك الأسد
الأسد الذي ادخل العراق تسع سنين عجاف في حرب مع ايران، التي ادت الى دمارا لايعد ولايحصى من الضحايا والخراب
وحرب الكويت التي رأينا فيها الجندي العراقي الذليل يقبل أيادي الامريكان على شاشات التلفزيون
وحروب فلسطين الفاشلة والمفتعلية والمخزية بنتائجها
وتسفير وغبن وتشريد مليوني عراقي لأسباب طائفية وعنصرية بحجة اصولهم الأيرانية
والمقاطعة الأقتصادية  بسبب الطموحات النووية التي استخدمت حجة للحصار المؤلم على الشعب العراقي دون ان يمس شعرة من حكامه
والتصفيات الفكرية والجسدية لكل ماهو ليس بعثيا وعلى الأخص الشيوعيون وحزب الدعوة
وهذا الأسد هو الذي صفى دموياً معظم الكادر القيادي لحزب البعث لأنهم لم يكونوا صداميين مئة في المئة
وهو وحده يستطيع أو استطاع ان يحجز القائد المؤسسس في مقره والأب القائد في بيته وكلاهما عاشوا في ذل حتى الممات
والقائد الضرورة هو الذي بدأ ببناء القصور الرئاسية ليس في المنطقة الخضراء فحسب وانما في عموم العراق وحتى في احلك ظروف المقاطعة الأقتصادية
وهو الرائد الأول في تعيين خريجي بكالوريا الابتدائية امثال حسين كامل وعبد حمود وزراء وفرقاء ركن
والحاكم السابق هو الذي جفف أهوار الجنوب وشرد عشائرها العربية وسمح لأيران بأمتصاص نفط العراق في المناطق الحدودية

وهو الذي اعطى نصف شط العرب الى بهلوي ايران ومهد لأنفصال كردستان كي لا يتزحزح كرسي حكمه الألهي
ومنح الاردن إقليم حدودي بأكمله وبنى ارصفة ميناء العقبة دون استأذان من الشعب العراقي
وهو الذي أعترف بالكويت بلدا مستقلا بعد مغامرته الفاشلة وطأطأ راسه في التراب، والكويت يعدل في حدوده الأرضية والمائية والنفطية، ويحصنها دولياً
وهو الذي سلم العراق لقمة سائغة لأمريكا بعنجهيته المصطنعة وبضباط حرسه الجمهوري الذين خلعوا ملابسهم العسكرية
وساروا بملابسهم الداخلية بلا خجل ولا وجل امام عدسات الجزيرة

وياسادتي اتفق معكم في الغيرة على العراق واموال العراق وكهرباء وماء العراق

ولكن اين كنتم حينما سُفر الآلاف من اطفال العراق مشيا على الأقدام، وقالوا لهم عبر هذه الجبال الوعرة بلدكم إيران فارحلوا اليه
اين كنتم حينما استيقظ يوما ما مليوني عراقي واذا بهم غيرعراقيين بجرة قلم ذهبي مرصع بالالماس
وماهومصيرآلاف الشباب الذين احتجزوا لأنهم تبعية او فيلية، وانتهوْ في المقابر الجماعية
واين اطفال حلبجة والأنفال ام إنهم بلا هوية فيا جماعة الخير هون عليكم
فإن أذهلكم ما ترونه اليوم من خراب وفساد
  شاهدنا ألعن منه بكثير وعانينا اكثر، فمن كان منكم بلا خطيئة فليرمي المالكي ومن لف لفه بألف  بحجر
ومن كان صداميا فليصمت فإن زجاج بيته لا يحتمل الحجر
وبعد كل هذا  يجب ان لا ننسى، ونقول
“الله لا يرحم أيام صدام”

You have successfully subscribed to the newsletter

There was an error while trying to send your request. Please try again.

أفكار حُـرة : رئيس التحرير محمد حسين النجفي will use the information you provide on this form to be in touch with you and to provide updates and marketing.