الشعب العراقي بين التوحيد القسري والتعايش السلمي

 إن الشعب العراقي يتكون من مجموعة واسعة من التركيبات القومية  والدينية  والطائفية والعرقية.  فهناك العرب والاكراد والتركمان والأشوريون والكلدان والأرمن والفرس.  وهناك المسلمون والمسيحيون  واليهود والأزديون  والمندائيون. وهناك الشيعة والسنة والأرثودكس والكاثوليك وما الى ذلك من تفاصيل فرعية في كل مكون. إن الاعتراف بوجود المميزات الخاصة لكل شريحة لا يؤدي كما يعتقد البعض الى التمزق والتحلل والانفصال والضعف. لا بل على العكس فإن الاعتراف بذلك يؤدي الى التفاهم والتعايش السلمي وعدم تدخل طائفة في شوؤن طائفة اخرى. إن التوحيد المبني على رغبة الحاكم في ارغام هذه الطوائف بالتنازل عن مميزات تراثها وعاداتها وتقاليدها الموروثة كي تنصهر في بودقة الأتجاه العام  ً السائد ً  والمُقنن بقوانين وتشريعات حكومية، لا يخدم في اهدافه إلا صانعيه. أما التوحيد المبني على الاحترام العقلاني للاختلافات في العقائد والتقاليد، فإنه ينبع من الاحترام المتبادل لهذه المجموعات المتميزة ولصيانة تراث وحقوق كل منها للآخر.

فلا نستطيع القول إننا جميعاً مسلمين لا فرق بين عربي وكردي وتركماني. او القول ان المسلم هو مسلم سواء كان سنياً أو شيعياً. كيف يمكن قول ذلك؟ هل نغفل أم لا علم لنا عن الخلاف الذي بدأ منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة وتطور أكثر فأكثر في عهدنا المعاصر. نعم سوف نستمر بقول لا فرق، ولا فرق، ولا فرق، وسيتلو قادتنا علينا الحكايات التي تثبت بأن في ألاتحاد قوة. ولكنهم يطالبون بتوحيد مبني على نكران وجود الفوارق، وليس المبني على أساس الاعتراف بوجود الفوارق، والتحدث عنها وفهمها وخلق الاحترام المتبادل والأيمان بعدم التدخل بشؤون الطائفة الأخرى وتجنب خدش شعور الآخرين. إن الشعور بالانتماء الى الوطن يزداد عُمقاً، إذا ما فُسح المجال داخل هذا الوطن الواسع الكبير للانتماءات الفرعية ان تزدهر وتتفتح على أبنائها. وليكون تعدد اللغات والتراث، وتعدد الأديان والطوائف مصدر قوة لذلك البنيان، وكأنما كل واحدة منها عمود صلب يتكأ عليه ذلك البناء الكلي الواسع. عند ذلك فإن الكردي، سيُعرف نفسه بأنه كردي عراقي، وليس كردي فقط، وان الكلداني سيقول انا كلداني عراقي وبفخر بدل ان يقول كلداني فقط.

إن البعض منا لا يرتضي وجود تجمعات عراقية خارج الوطن تحت مظلة دينية او قومية. فهناك جمعيات كردية وأشورية وتركمانية. وهناك اتحاد طلاب كردي وتركماني. وهناك جمعيات كلدانية. وهناك أتحاد للشباب المسلم.  وهناك جمعيات أسلامية عراقية شيعية وسنية. منها تحت أسماء صريحة وأخرى مستعارة. كذلك فإن هناك جمعيات مهنية ومنظمات يسارية علمانية. وهناك نوادي اجتماعية ترفيهة. اضافة الى الجوامع والحسينيات والكناس ودور العبادة الأخرى.  فهل ان هذا النهج خاطئ ويؤدي الى تمزيق الشعب العراقي في الوطن، والى تبعثر الجالية العراقية في المهجر؟ الكثير يعتقدون بذلك، ومن هؤلاء الكثير ممن يطالب بالديمقراطية والحرية والحقوق القومية. أنهم يعتقدون بما أن العراق بلد واحد، فإنه يجب ان لا يوجد سوى تراث واحد، وتقاليد موحدة، وحكومة واحدة، ومعارضة واحدة، وصحيفة واحدة. وإن هذا الشعب الكبير يجب أن لا يمثل سوى بأتحاد طلاب واحد، واتحاد نساء واحد، وأتحاد فلاحين واحد. ولقد نسوا إن مشكلتنا دائماً كانت هي ان لدينا “حاكم واحد أحد” وهو الذي أبتدع هذه الشعارات. إننا يجب أن نرحب ليس فقط بتعدد الأحزاب السياسية العقائدية، وإنما ايضاً الى تعدد الجمعيات الممثلة لمختلف شرائح الشعب العراقي سواء كانت القومية أو الدينية أو الطائفية أو العرقية او العقائدية. إن وجود التمثيل لهذه الشرائح يؤدي الى تبادل المعلومات ومعرفة خصوصيات كل طائفة، والعمل على صيانتها من خلال الاعتراف المتبادل. عند ذلك نكون جميعاً (عراقيين).

ويمكن ان نأخذ درساً من سويسرا ألاتحادية وهي بلد صغير جداً قياساً بالعراق. حيث ان مساحة سويسرا تبلغ 41,285 ك2 ، بينما مساحة العراق تبلغ 169,234 ك2. وان عدد سكان سويسرا هو ثمانية ملايين  نسمة بينما سكان العراق يبلغ الأربعين مليون نسمة وذلك في عام 2020. وعلى الرغْم من صغر المساحة الجغرافية لسويسرا وتقارب المدن في ما بينها إلا ان هناك العديد من اللغات الرسمية. حيث ان الدستور يعترف بأربعة لغات هي الألمانية السويسرية ويستخدمها 65% من السكان، تليها اللغة الفرنسية ويتكلمها 23% ثم اللغة الأيطالية ويتحدث بها 8%. وهناك لغة رابعة لا يتحدث بها سوى 0.5% اي نصف الواحد بالمئة وهي اللغة الرومانشية. وهناك الكثير من اللهجات المحلية لكل لغة من اللغات. فبدل ان تسعى سويسرا لتوحيد شعبها عن طريق توحيد اللغة او اللغتين الرئيسيتين الألمانية والفرنسية وجعل الجميع يتحدثون بهما وهو امر ممكن نتيجة لصغر البلد مساحة وسكاناً، فإنها على العكس من ذلك تنفق الأموال كي لا تندثر اللغة الرومانشية والتراث المترابط معها. ونحن في العراق وبعد جهد جهيد وكفاح السنين استطاع الاكراد من ان يجعلوا اللغة الكردية لغة رسمية. ولكن هناك لغات اخرى لم تحصل على نفس النصيب من التقدير والاعتراف وخاصة اللغة التركمانية واللغة السريانية التي يتحدث بها السريان والكلدان والآشوريين. كذلك هناك لغات اخرى مثل اللغة الأرمنية واللغة الفارسية. إنما نأخذ اللغات كجوهر لتراث وأدب وعادات وتقاليد يجب ان يفسح المجال لها كي تساهم بشكل إيجابي لتمثيل البلد الذي ينتمون إليه.

 إن منح الحرية والاعتراف بتعدد اللغات والتراث المتنوع في البلد الواحد ما هو إلا نموذج لكيفية تعامل الأغلبية مع الأقلية، القوي مع الضعيف، والغني مع الفقير، المتدين مع العلماني والعلماني مع المتدين. إننا للأسف الشديد نحمل بين طيات تفكيرنا الكثير من الذكريات المؤلمة لتعرض هذه الطائفة وتلك للاضطهاد من قبل السلطات في عهد ما وزمان ما. ان ما يقوم به الحاكم يمثله وسلطته فقط، ولا يمثل الطائفة او الدين او القومية التي ينتمي اليها. إن على مكونات الشعب الواحد ان لا تمنح الحاكم والسلطة الفرصة لتفرقيها.  وهنا نسأل السؤال، هل ان السويسريون يحترمون ويقدرون ويشعرون بالأنتماء لوطنهم أكثر ام ان العراقيون أكثر؟ فلماذا الحجر والكبت والتوحيد الشكلي القسري المفتعل؟ ولماذا لا ندع ألف زهرة تتفتح في وادينا؟ ولماذا لا نسقي هذه الزهور بمياه دجلة والفرات ونجعل ألارتماء بأحضان الآخرين مسألة طوعية بسبب الود والمحبة والتآخي والتعايش السلمي؟

محمد حسين النجفي
موقع محمد حسين النجفي

15 آب 2015

ندوة الكهون كاليفورنيا

مقارنة بين الأوضاع في العهد الملكي والعهد الحالي

العهد الملكي( 1921-1958)

الأوضاع السياسية:

  • سيطرة القوات البريطانية على سيادة العراق
  • هيمنة نوري السعيد وعبد الأله على الأوضاع السياسية
  • دخول العراق في حلف بغداد 1955
  • نظام برلماني نتائجه مسيطر عليها بأعتماد دوائر انتخابيه متحكم بها
  • حرية سياسية محدودة لبعض الأحزاب السياسية المعتدلة مثل حزب الأستقلال والحزب الوطني الديمقراطي
  • احزاب يسارية محدودة الحرية مثل حزب الشعب لعزيز شريف وحزب الأتحاد الوطني لعبد الفتاح ابراهيم
  • دور خاص ونشط للحزب الشيوعي وخاصة دوره في انتفاضة تشرين 1952 ووثبة كانون الثاني 1948 (معاهدة بورتسموث)  ،
  • 1957 تكوين جبهة الأتحاد الوطني

الأوضاع الأقتصادية:

  • هيمنة الشركات الأنكليزية على مصادر الثروة النفطية
  • تبعية العملة العراقية لنظام الأسترليني
  • هيمنة الأقطاع وكبار الملاك على 75% من الأراضي الزراعية
  • حصة المزارع لا تتجاوز الـ 30% من المحصول
  • 85% من العاملين هم في القطاع الزراعي
  • منح الدولة الأراضي الأميرية للشيوخ والأقطاع السياسي
  • 12 مصنعا فقط يستخدم اكثر 500 عامل
  • مجلس الأعمار ومشاريع البنى التحتية مثل سدة الثرثار وبحيرة الحبانية

الأوضاع الأجتماعية:

  • الهجرة من الجنوب الى بغداد وتكوين عشوائيات سكان الصرائف
  • نظام دعاوي العشائر ومنحه صلاحيات تشريعية وقضائية وتنفيذية لشيخ العشيرة خارج نطاق الأدارات المحلية
  • الأحوال المدنية مرهونة فقط بتفسير رجال الدين
  • نمو الطبقة الوسطى والمثقفة

القوات المسلحة:

  • نواة الجيش العراقي كانت بدخول الملك فيصل ومعه الضباط العراقيين المشاركين في ثورة الشريف حسين ومنهم نوري السعيد
  • الضباط الأوائل خريجوا المعاهد التركية
  • 6 كانون الثاني 1921 تأسس الجيش العراقي
  • 1935 قانون خدمة العلم الألزامي
  • 1936 حركة بكر صدقي- حكمت سليمان- جماعة الأهالي واسقاط حكومة ياسين الهاشمي
  • 1936 اغتيال بكر صدقي
  • 1939 مقتل الملك غازي
  • 1941 ايار حركة الكيلاني والصباغ والسبعاوي وفشلها
  • 1948 حرب فلسطين
  • 1952 ت2 نزول الجيش لأخماد الأنتفاضة الوطنية
  • 1952 ثورة مصر
  • 1956 العدوان الثلاثي على مصر

حركة الضباط الأحرار:

  • المراتب العليا في الجيش موالية للملك ولنوري باشا وللأنكليز
  • المراتب الوسطى والدنيا يشعرون بالولاء للوطن ويرومون التغيير
  • تأثروا بما يلي:
    • كمال اتاتورك تركيا وهتلر وموسوليني
    • ثورة اكتوبر وشخصية ستالين
    • تقسيم فلسطين وخيانة الملوك والحكام العرب
    • امين الحسيني وتأجيجه الشعور القومي
    • ثورة 23 يوليو وقائدها جمال عبد الناصر
    • هيمنة الأنكليز على الجيش العراقي
  • 1941 جمعية سرية بين اسماعيل العارف وطه الشيخ احمد وفريد ضياء محمود
  • 1952 فاتح العارف رفعت الحاج سري لتكوين خلايا زوحية
  • توالى انضمام الضباط مثل رجب عبد المجيد، الرئيس خليل ابراهيم حسين، المقدم طه الشيخ احمد، ناجي طالب، محسن حسين الحبيب، المقدم عبد الحميد جليل………
  • 1954 عُلم بوجود تنظيم في الديوانية يضم الزعيم اسماعيل علي، المقدم ابراهيم حسين الجبوري والعقيد عبد الوهاب الشواف
  • انتقل ابراهيم حسين الجبوري الى معسكر الوشاش وشكل تنظيم عسكري يساري” أتحاد الضباط وضباط الصف الثوريين”
  • انتمى المهداوي من معسكر المسيب
  • 1954 فاتح العارف عبد الكريم قاسم بألانضمام لحركة الضباط الأحرار
  • 1954 تكليف الجيش بحماية بغداد من الفيضان
  • 1957 ادخل عبد الكريم عبد السلام رغم اعتراض بقية الضباط الأحرار عليه
  • الأتصال بألاحزاب كان عن طريق وصفي طاهر بالشيوعي عن طريق ابن خالته زكي خيري. ورشيد مطلق بالوطني الديمقراطي والشيوعي
  • 1958 يوم 11 تموز ابلغ عبد الكريم قاسم الوطني والشيوعي بموعد قيام الثورة

 

ثورة 14 تموز 1958(1958-1963)

بعض منجزات ثورة 14 تموز:

  • اعلان الدستور المؤقت ونصه على ان العرب والأكراد شركاء في الوطن
  • قانون الأصلاح الزراعي رقم 30 لسنة 1958
  • ألغاء قانون العشائر
  • ألغاء قانون التسوية
  • العفو عن المسجونيين والمبعدين السياسيين والأكراد البرزانيين
  • تأسيس مدينة الثورة ومدينة الشعلة والغاء الصرائف
  • قانون الأحوال الشخصية ورفع الحيف عن المرأة رقم 188 لسنة 1959
  • انجاز العديد من مشاريع مجلس الأعمار
  • مساهمة الجيش في البناء مثل شق قناة الجيش
  • اتفاقية التعاون الأقتصادي مع الأتحاد السوفيتي واقامة 25 مصنعا استراتيجياً موزعة على كافة المدن العراقية والتي اسست النواة الرئيسة للصناعة العراقية
  • بناء الدور السكنية وتوزيعها على الضباط وموظفي الدولة
  • تكوين الجمعيات المهنية وتوزيع الأراضي السكنية على منتسبيها باسعار زهيدة
  • قانون رقم 80 لسنة 1961 الذي استعاد 99.8% من الأراضي العراقية الداخلة في امتياز شركات النفط إلا انها غير مستثمرة
  • الخروج من حلف بغداد واجلاء الأنكليز من الحبانية والشعيبة
  • المطالبة بعودة الكويت للوطن الأم
  • اسناد حركات التحرر في فلسطين والجزائر وعُمان وعدن
  • قانون مكافحة الأمية والتعليم الألزامي ومجانية التعليم من الأبتدائي الى التعليم الجامعي
  • في خلال اربع سنوات تمت مضاعفة عدد طلاب الأبتدائية والمدارس الأبتدائية والمدارس الثانوية وعدد المعلمين
  • قانون تنظيم الحياة الحزبية لسنة 1960

المآخذ على ثورة تموز:

  • مقتل العائلة المالكة والطريقة التي تمت بها
  • عدم تشكيل مجلس قيادة ثورة ليكون السلطة التشريعية المؤقتة
  • اطالة الفترة الأنتقالية وعدم التحول الى الحياة البرلمانية الديمقراطية
  • ابعاد الأحزاب السياسية من اي دور في المشاركة او حماية مكتسبات الثورة خاصة في السنوات الأخيرة
  • ابعاد معظم الضباط الأحرار من دفة الحكم والأعتماد على الأنتهازيين والوصوليين
  • قوقعة الزعيم نفسه مع من حوله ورفض اي نوع من الأتصالات الجانبية او الأستشارية مع الأشخاص او الأحزاب خارج الحكم
  • اطلاق العنان لأعداء الثورة من الداخل مثل مدير الأمن العام عبد المجيد جليل ومدير الأستخبارات العسكرية عبد المحسن الرفيعي وروؤساء المجلس العرفي الأول والثاني وقائد الفرقة الأولى سيد حميد سيد حصونة من زج واضطهاد الآلاف من المخلصين في السجون ليكونوا لقمة سائغة بيد مجرمي مؤآمرة 14 رمضان 1963

بعد التحرير والأحتلال والأنحلال( 2003-2015)

الوضع الحالي كما هو عليه عام 2015:

  • المحاصصة المبنية على تقاسم الأحزاب الدينية الطائفية للمراكز السياسية ولعوائد الثروة الوطنية
  • الأنفصال العملي لكردستان العراق من الوطن الأم
  • الفقدان الكلي للوضع الأمني في بغداد والمحافظات الأخرى
  • احتلال داعش لثلاث محافظات رئيسة ومهمة سياسيا وجغرافيا واقتصاديا وعدم القدرة على تحجيمهم
  • السماح لكل دول المنطقة المجاورة وغير المجاورة والدول الكبرى بالتدخل بشوؤن امن وسيادة واقتصاد العراق وتحديد من يحكم وكيف. مثل الولايات المتحدة والسعودية وايران وقطر وتركيا ومصر والأمارات والكويت.
  • اضعاف الروح الوطنية لدى الجيش العراقي بدعوى تحوليه الى جيش مهني بدلا من ان يكون جيشاً وطنيا يعتمد على الخدمة الألزامية الوطنية.
  • تشجيع الميليشيات وموؤسسات الحماية الأمنية والكم الهائل من العدد والمعدات والأموال لحماية الروؤساء والنواب والشيوخ ورجال الدين وملاكي الفضائيات ووكلاء رجال الأعمال المزيفون.
  • انهاء ما تبقى من قدرات القطاع العام في مجالات الصناعة والزراعة والأنشاءات والخدمات الأساسية كالماء والكهرباء بحجة الخصصة وتشجيع القطاع الخاص الذي اتفق مع سياسي هذا الزمن لأمتصاص الثروة الوطنية والتعهد بعدم البناء ولو للتمويه والتغطية.
  • التضخم الأداري وارتفاع نسبة حصة الميزانية الأعتيادية والتي تنصب على الرواتب والأجور والمخصصات وانخفاض حصة المخصصات الأستثمارية وتعطيل انجاز المشاريع الخدمية ومشاريع البنية التحتية
  • ضعف المؤسسات المدنية وسلطة الدولة من حماية المواطن امنياً وجنائياً وجزائياً نتيجة لسطوة سلطة روؤساء العشائر والمرجعيات القبلية والدينية التي تفرعت وتعددت واصبحت مناهضة لسلطة الدولة
  • ضعف الأحزاب الأيدولوجية التي تؤمن بعقيدة وبرنامج سياسي اقتصادي اجتماعي واضح واحلال محله حركات وقوائم ترتكز على شخص معين اوعشيرة او طائفة او قومية. وبالتالي لا توجد اية تكهنات بما ستكون عليه نتائج الأنتخابات. مثال ذلك: دولة القانون، مدنيون، المواطن، الأحرار، متحدون والى آخره. تسميات لاتمت بصلة الى اي برنامج اقتصادي سياسي اجتماعي.

 

موضوع المناقشة…………….ما العمل؟

لو اردنا المقارنة بين ظروف العهد الملكي ما قبل ثورة 14 تموز والوضع الحالي، سنرى ان الأوضاع في ذلك الزمان كانت افضل بكثير بما لا يقبل الشك في جميع اوجه الحياة.

واذا آمنا بأن ثورة تموز كان ما يبررها آن ذاك، فإن هناك مبررات اكثر بكثير من ذلك تبرر تغييراً جذرياً لما عليه الأوضاع اليوم.

واذا كان هذا من متطلبات المرحلة، فكيف يتم ذلك؟

مقتطفات من اقوال اسماعيل العارف في كتابه أسرار ثورة 14 تموز وتأسيس الجمهورية العراقية 

  • أنني اقرب الناس( الزعيم) اليه، نفسا وعقلاً.
  • كان الضباط من الطبقة الوسطى والدنيا اقرب الى المثقفين الثوريين والسياسين الوطنيين منهم الى الشيوخ الأقطاعيين والملاك الأرستقراطيين والتجار المتنفذين
  • أبان الثورة ظهر تياريين:
  • تيار قومي يناهض عبد الكريم قاسم وقد اندس في صفوفهم القوى الرجعية والملكية السابقة وايدتها مصر والولايات المتحدة.
  • تيار يساري بقيادة الحزب الشيوعي ساند عبد الكريم قاسم وطالب بالمزيد من المكاسب للحزب، وقد ادى العنف الذي استخدمه بعض اعضائه في احداث الموصل وكركوك الى ردود فعل لدى الضباط المستقلين
  • على اثر احداث كركوك التي وقعت اثناء الأحتفالات بمرور سنة على ثورة 14 تموز….القى الزعيم خطاباً هاما يوم 19 تموز اثناء افتتاحه كنيسة مار يوسف، هاجم فيها الأعمال الوحشية التي وقعت في كركوك….وهدد مرتكبيها بأقصى العقوبات. وحالما تلقفت اجهزة الأمن خطابه استندت عليه، فشنت حملات عنيفة على الشيوعيين وبدأت تطاردهم وتزج بهم في السجون.
  • ارتفعت مكانة طه الشيخ احمد خلال ربيع 1959 بعد فشل حركة الشواف الى درجة كبيرة واصبح محورا تدور حوله خيوط السلطة وبلغت قوته حداً كان بأمكانه معه ان يجمد او يعزل الزعيم عبد الكريم قاسم بكلمة واحدة منه، ولكنه لم يحاول ذلك. ولو اراد لنجح دون عناء او سفك دم. اذ كانت بيده اجهزة الأمن ومصادر المعلومات وقيادات المنظمات الشعبية ويسانده فوق كل ذلك الحزب الشيوعي الذي كان مهيمناً على الشارع.
  • لقد كان عبد الكريم قاسم شخصية قيادية فذة وتجربته هي احدى اغنى التجارب الثورية في العالم الثالث. واذا كان من بؤس العمل السياسي العربي ان يحاول كل نظام جديد ان يبني هيكله من دمار النظام السابق فإن الحقيقة شمس لا تختفي في ظل اصبع.
  • كان عبد الكريم قاسم يؤمن بمبدأ التوزيع العادل للثروة بين المواطنين ورفع المستوى الأقتصادي للطبقات الكادحة وازالة الأستغلال الأقتصادي العام واحتكار الثروة وتجميعها في ايد قليلة.

 

 

 

 

بس لا

بس لا

في صيف عام 1962 تم اعتقال مجموعة من الطلبة لأنهم نظموا نشاطا كان يقودها الفيلسوف البريطاني “برنارد روسل” للأحتجاج على التجارب النووية التي تقوم بها امريكا في صحراء نيفادا الأمريكية. وكان هذا النشاط السلمي في بغداد وضد امريكا المعادية والمتآمرة على العراق والزعيم آن ذاك. وتوسط والد احد هؤلاء الشباب وكان عمره خمسة عشر عاماً، توسط لدى محسن الرفيعي مدير المخابرات العسكرية وابن مدينته “النجف الأشرف” كي يطلق سراح ابنه. وكان جواب محسن الرفيعي لوالد ذاك الشقي البغي المناهظ للحروب والناشط من اجل السلم والعدالة الأجتماعية مايلي:

“والله لو جاييني تتوسط على بعثي لو قومي لوكواد لو قاتل قتلة…… لكنت قد اطلقت سراحه في الحال

…. ولكن شيوعي هاي لتحجي بيهه”.

هذا في عهد الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم، وكان هذا الشخص يتحكم بالمخابرات
العسكرية وأخفى المعلومات التي ادت الى نجاح ردة شباط 1963الدموية.

أم الأم

 

كما يقول المثل الدارج بأن ” أعز من الأبن ابن الأبن ” فإن أم الأم لها معزة خاصة عند جميع الأحفاد. ولكن في حالتي وحالة اخوتي واخواتي فإننا قد تفاعلنا بشكل خاص مع بيبي لأن والدتي قد توفيت قبلها. وهو امر ربما كان مؤلم لها اكثر مما هو محزن الينا. فمنذ صغري وانا اناديها ” يمة” ولم اناديها بيبي طيلة حياتي حتى شاء القدر ان فقدنا امنا وعاشت بيبي معنا لتكون اماً وجدة في آن واحد

اتحدث عن الحجية زهرة بنت اسماعيل ام مهدي. المرأة المربية ليس لأبنائها فقط وانما للعديد من البنات الذين ترسلهم عوائلهم كي يتعلمون منها فنون الواجبات المنزلية من الطبخ والخياطة والتطريز وتعلم قراءة القرآن بطريقة التهجي الملائية.  المرأة التي عاشت زهوة حياتها في مدينة الكوفة مع زوجها الحاج رضا كريم عبد الحسين النداف حيث كان ندافاً من الدرجة الأولى معروف ليس في الكوفة فقط وانما في الكوفة والنجف والعشائر المحيطة في مزارع وبساتين الكوفة وخاصة البو حيداري

وفي بداية الخمسينات من القرن العشرين انتقلت الحاجة زهرة ” ام مهدي” الى بغداد لتبدأ مرحلة جديدة من حياتها. وتحولت من امرأة لها دور متميز اجتماعياً في منطقة الجديدة في الكوفة الى ربة منزل تدير احوال منزلها وابنائها وابناء ابنائها. وكانت ام مهدي اقرب الى امي وابي دون الآخرين، ولها محبة خاصة مثل امي الى عماتي وخاصة ام صالح وام ناهدة وخالتي حياة

كانت شديدة البأس وكنا نعتمد عليها في الملمات والمهام التي تكسر الظهر والقلب معاً. حيث سهرت مع امي و معي ليل نهار حينما تمرض ابي وكانت معي طوال الوقت في المستشفيات دون ان تأن او تشتكي. وكنت ارى حزها ووجع قلبها في مرحلة السنوات الثلاث لحين وفاة ابي. وبعدها اقتربت اكثر الى امي ووزعت وقتها بين اسناد خالتي ام سامي واطفالها وبين مراقبة ابنتها فخرية التي كانت بحق فخر العائلة، تذبل  يوم بعد يوم حزنا على فقدان ابي

ولم تمضي سوى سنتين حتى اخذ حزن امي مأخذه عليها. فلم ينفع البيت الجديد الذي سجل باسمها ولا السفر الى لبنان ولا محاولاتي في تسفيه الأمور من اخراجها من الرغبة في الألتحاق بشريك الحياة. وهنا بدأت قساوت الحياة مرة اخرى لنرى والدتي تذوب كفص ملح امام اعيننا وهي لم تبلغ الأربعين. وكنا انا والحجية جنبها ليلا ونهارا من مستشفى لآخر ولمد ةعام على هذا المنوال، وكنا نبكي بصمت طول الوقت لمعرفتنا بما سيكون، حتى صعدت روحها الى خالقها لتكون جنب رفيق الحياة

وبقينا انا وامي الحاجة زهرة كمن اضحا ماسكاً بالقفص بعد ان طار العصفور المغرد عنه. ورجعنا الى بيوتنا وايادينا فارغة وقلوبنا خاوية ولا نستتطعم الحلو من المر في الحياة

واصبحت بيبي همي الجديد لانها آخر ما تبقى لنا وهي منا وعلينا وانتقلت لتعيش معنا معززة مكرمة ومشكورة وعوضتنا كثيراً على خسارتنا وعوضناها عن خسائرها، وبقينا وهي معنا نلملم انفسنا بما بقى لدينا، الا ان الزمان لم يمهلنا كثيراً، فجار علينا وغدر بنا واضطهدنا لننتهي بالتسارع في الرحيل من موطئ قدمنا ومسقط رأسنا الواحد بعد الآخر لنترك العزيزة الغالية مرغمين ولسنا مخيرين. وللأسف لم نكن قادرين كثيراً على اسنادها آخر ايام حياتها

وفي هذا اليوم يوم الأم الذي هو من اعظم الأيام نتذكر الحجية زهرة التي يناديها العديد من بنات الكوفة بـ ” مولتي” (بمعنى مدرستي) والتي خدمت الكل ولم ينصفها حتى اهلها او الزمن الغابر

قراءة لما بعد انتخابات 2014

ان الدلائل تشير الى ان الأنتخابات العراقية الحالية ستؤدي الى مايلي:
 
1- انهاء الخندقة الطائفية، وبدأ التحالفات الأفقية
2- انحلال التحالف الشيعي كلياً او جزئيا
3- فشل الحراك الطائفي العشائري السني في الأنبار
4- ضعف دور كل من ايران وتركيا في شوؤن العراق
5- ضعف الأتحاد الوطني الكردستاني وانفصاله عن التحالف الكردي
6- تقرب مجموعة الطالباني بأتجاه المالكي
7- ضعف دور الأكراد في الحكومة المركزية
8- اضمحلال دور أياد علاوي وأحمد الجلبي
9- ضعف دور كل المرجعيات الدينية الشيعية والسنية مستقبلاً
10- بروز نواة الحركة العلمانية الديمقراطية في البرلمان والشارع العراقي
11- التفاف كل فئات اليسار واللبراليين والمثقفين مجدداً حول الشيوعي العراقي
12- تحسن كبير امنياً وخدمياً وحملة كبيرة متوقعة ضد الفساد
 
محمد حسين النجفي
1 أيار 2014 

 

هل نحن طائفيون؟

لم تعد الطائفية تهم الطائفيين فقط. سواء أكنت طائفياً ام لا سيُعاملك الآخرين على اساس الطائفة التي تنتمي اليها. والسؤال الذي اود ان اطرحه هو: ان كنت حقا لست طائفيا، هل ان عليك ينصب عبئ الاثبات؟ والطائفية هنا بمفهومها العام هي التعصب لما ينتمي اليه الفرد والعائلة. وربما يقود هذا التعصب الى صراع مع الآخرين، وفي بعض الأحيان تكون طبيعة هذا الصراع دموية. ولكي نتجنب الحساسية دعونا نأخذ مثلا الصراع بين البيض والسود في اميركا. السود أقلية ومعظمهم فقراء وكان الكثير منهم في الولايات الجنوبية عبيد مملوكين لمالك ابيض. أما السود في الشمال فإنهم لم يكونوا عبيدا وانما كانوا اقل حقوقا وفرصا من البيض. ومرّ صراع السود في سبيل كامل حقوقهم الإنسانية بمراحل عديدة كان آخرها حركة الحقوق المدنية بقيادة مارتن لوثر كنك جونير. واليوم يتصدر البيت الأبيض رئيس اقوى دولة في العالم شاب اسود اسمه براق حسين أوباما.

فمن الذي انتخب أوباما مرتين الى البيت الأبيض؟ السود لا يمثلون سوى عشرة في المئة من سكان اميركا في أحسن الأحوال. إن من انتخب أوباما هو من آمن في برنامجه الاجتماعي والاقتصادي والسياسي بضمنه السياسة الخارجية. ان البيض هم من صوت وانجح المرشح الأسود.  وطبيعي فإن ذلك يمثل منتهى الرقي الإنساني الذي أذهل العالم وبعض الأمريكيين المتعصبين وغير المتعصبين. ولعلي لا أنكر ان من اهم منجزات التغيير في عام 2003، انها اوصلت شخصية كوردية لرئاسة الجمهورية العراقية. لا يهم ان كان شخص الطالباني ام غيره، المهم انه ليس وفق التقاليد التي توجب ان يكون عربيا. وربما سيكون الرئيس القادم مندائي او مسيحيي اوأزدي، وبذلك نكون قد كسرنا العديد من الحواجز نحو الطائفية.

السؤال الذي في ذهني هو كيف يتصرف أوباما كرئيس ويثبت للأمريكيين انه ليس رئيس امريكي محدد بأجندة للسود؟ هل ان عليه ان يتخلى كلياً عن الدفاع عن حقوق السود التي ما زال قسم كبير منها مهضومة؟ أم ان عليه استغلال الفرصة باعتباره الرئيس المنتخب كي يرفع الظلم عن المظلومين ومنهم السود؟ ام ان عليه ان يبالغ بمنح السود امتيازات بحجة انهم عانوا الظلم لسنوات عديد!. ربما تبدوا المسألة محيرة بعض الشيء او كل الشيء، وطبيعي فإنه من السهل على رئيس ابيض اتخاد القرار دون عقدة كونه لا ينتمي لفئة تعتبر أقلية.

والسؤال الأعم هو اننا كمواطنين كيف نثبت للآخرين اننا لسنا طائفيين؟ وهل نحتاج ان نثبت بأننا غير طائفين؟ فإن كنت كردياً هل عليّ ان اكون مناهضا لحقوق الأكراد كيف اثبت أنى مواطن عراقي؟ وان كنت سنياً هل ان عليّ ان أشهد ان علياً ولي الله كي أقنع الشيعة بأني لست طائفيا؟ وان كنت شيعياً هل ان عليّ ان أصلي مكتوف اليدين ومن دون تربة كي يعلموا أنى لست طائفياً؟ وما الذي عليّ ان اقوم به ان كنت مسيحياً او أزدياً او مندائياً كي اثبت للملأ أنى انسانٌ قويم؟

انى ارى ان الأنسان طائفيا بطبعه، اي انه يحب نفسه وعائلته ودينه ومذهبه وانتمائه العرقي وبلده ومسقط رأسه وعشيرته. وليس في ذلك اي عيبٌ او مخالفةً للأخلاق والقوانيين. المشكلة هي في المبالغة بذلك كله او بواحدة من هذه الانتماءات، والمشكلة الأكثر هي حينما يعتقد الفرد او الجماعة انهم أفضل من الغير وانهم يجب ان يكون لهم كل شيء وللآخرين لا شيء.

وانا لا أرى اننا يجب ان نثبت للآخرين من أننا لسنا طائفيون، وانما علينا ان نتصرف كذلك، وعليه فإن من حق كل فرد وطائفة ان تعتز بما هي عليه، دون التقليل من شأن الآخرين. وهذا تصرف حضاري وثقافي واخلاقي وغير طائفي.

محمد حسين النجفي
نيسان 2014

__________________________________________________________________

سنةوشيعة#   #العراق   #الطائفية   #محمد_حسين_النجفي

رحيل آخر العصاميات

أربعة نساء فاضلات عاملات ومربيات.  خياطات وملايات، يُعلمن القرآن للفتيات ويعلمهن فن الخياطة والطبخ. وكانوا معروفين في عموم الكوفة وخاصة في محلة الجديدة. وكانت عوائل الكوفة تحترمهم وتقدرهم وكانت الفتيات ينادوهم بكلمة “مُلتي”

هؤلاء السيدات الفاضلات هم: الحجية أم مهدي وأم محمد جواد وأم نعمه وأم ناجي يرحمهم الله ويرحمنا جميعا. هؤلاء السيدات قدمن لعوائلهن أكثر بكثير مما قدمه الرجال، فقد كانوا من معدن صلب وعود قوي وحرفية عالية. لا انسى حينما كنت اذهب الى الكوفة في صغري، كان لهن ترحيباً بشوشاً يستقبلوننا وكأننا ابناء لهم وقد عدنا من سفر طويل

وهنا اتذكر انني في عام 1975 ذهبت في الساعة الثالثة صباحا الى معمل السمنت قرب معسكر الرشيد لأستلام حصتنا من السمنت لبناء الشقق. وقد كان ليل أظلم لم يتركوا حتى ضوء واحد للناس. ولكني تصورت أمراة كانت هناك أراها في الظلام واعتقد بأني أعرفها. وحينما بدأ نور الفجر يشع علينا تدرجيا بدأت الملامح أوضح وأذا بها خالتي “أم ناجي”  حيث جاءت لنفس الغرض عندما كانت تبني بيتها. عندها قلت لنفسي يالها من أمراة ولا كل الرجال

 رحم الله العصاميات الأربعة أم مهدي جدتي وحبيبتي ومربيتي ورحم الله الخالات العزيزات أم نعمه وأم جواد وأخرهم ام ناجي



شباط 1963 : أسود يوم في تاريخ العراق

  شبا ط 1963  : أسود يوم في تاريخ العراق

 تسعة أشهر سوداء لم يُغسل عارها بعد، لأنه ولحد هذا اليوم بعد اكثرمن خمسين عاما لم يحاسب اويقاضى اويعتقل او يؤنب على الجرائم المعلنة وغير المعلنة بحق الشعب العراقي عموما وبحق الزعيم ورفاقه الشهداء وشهداء الحركة الوطنية اي شخص. ولم يجري تعويض معنوي او مادي لمن سجنوا وعذبوا وقتلوا، ولمن شردوا وهاجروا وخسروا اوطانهم الى الأبد.

كذلك لم يقم ممن تضرروا وعذوبوا واهالي من استشهدوا او الحركة التي  ينتمون اليها بأي عمل لمعاقبة مرتكبي هذه الجرائم او الأنتقام منهم. الجرائم التي ادت بحياة الآلاف من مثقفي العراق الوطنيين من خيرة الأطباء والمهندسين والمعلمين والطلبة اللامعين. وكذلك ادت الى فصل عشرات الآلاف من وظائفهم ومعظمهم انهى بقية عمره في السجون او جالساً في البيوت او مهاجرا لدول اخرى مثل اليمن وليبيا والخليج ثم انتقلوا الى اوربا وامريكا بعد ان ضاقت بهم الأمور.

خسارة لاتعوض يظهر اثرها بوضوح لما آل عليه العراق اليوم من تخلف وارهاب وفساد وطائفية.

الأقتصاد العراقي: بين الخصخصة والعولمة

 باشر العهد السابق ومنذ اواسط الثمانينيات بخطوات بأتجاه خصخصة الأقتصاد العراقي عن طريق بيع ممتلكات الدولة والتي هي بعبارة ادق ممتلكات الشعب العراقي وثروته الوطنية. وفي حينها كانت الأسباب الرئيسة هي انشغال الدولة في ادارة حرب لا نهاية لها. وفي منتصف التسعينات بدأت المرحلة الثانية لبيع ممتلكات الشعب العراقي للمستفيدين والمنتفعين ممن كانواينتظرون الفرص المواتية وبحجة المقاطعة الأقتصادية.  وكانت الصفقات تتم بهدوء والمستفيد الأول والأخير هي عائلة صدام واقربائه وزمرة من المتفاعلين معهم. وقد ازدادت الدعوة لعولمة وخصصة الأقتصاد العراقي بعد عام 2003 نتيجة للنفوذ الأمريكي ورجوع العديد من العراقيين كسماسرة للمستثمرين الأجانب. ولذلك فقد ارسيت كل المقاولات والعقود سواء في قطاع النقل والمواصلات، التليفونات، النفط، توريد المواد الغذائية، وحتى جمع القمامة الى شركات اجنبية تركية و كويتية و مصرية وامريكية واوربية، وحرمت منها الشركات العراقية سواء في القطاع العام ام الخاص. لقد لعبت العولمة دورا فعالا في كسر ما تبقى من قوة القطاع العام واذلت وافقرت القطاع الخاص وحولته لقطاع طفيلي يعيش على الكومشن والأزمات وفتتات السياسيين والشركات الاجنبية. وحينها الكل يتحدث عن مشاريع كبرى وعظمى فوق طاقة القطاع العام والخاص العراقيين. وللأسف كانت لعبة كبيرة  وخطأ سياسيا واقتصاديا لازال العراق يعاني من تبعاتها.كان يجب ان يتم اعمار العراق على ثلاثة محاور

قصيرة الأمد
ويتم فيها تصليح وصيانة ماهو قائم وموجود ويتطلب التصليح والصيانة والأدوات الأحتياطية. ولكان قد ادى ذلك الى تشجيع القطاع الخاص في مجالات المواصلات، النقل، الصحة، جمع القمامة والماء والكهرباء وغيرها. وكذلك تقوم منشآءات القطاع العام بأعادة تأهيل نفسها عن طريق الصيانة والتصليح واستيراد المواد الأحتياطية المطلوبة. وكان بأمكان القطاع العام بأمكانياته الهائلة من ان يأخذ على عاتقه لعب دور ايجابي لتلك المرحلة الأنتقالية

متوسطة الأمد
وهو ما يمكن لكل من القطاعين العام والخاص انجازه خلال الخمس سنوات القادمة. فعلى سبيل المثال لا الحصر تقوم الدولة بتشجيع وتمويل القطاع الخاص ضمن ضوابط قانونية ومالية في قطاع المواصلات والنقل البري، فيما يقوم القطاع العام ببناء البنى التحتية لهذا القطاع مثل بناء الجسور والقناطر وفتح طرق برية ومد سكك حديدية بين المحافظات ومع الدول المجاورة

بعيدة الأمد
وهو مايمكن ان يتوقع انجازه خلال العشرين عاما القادمة. وهو التفكير ببناء سدود واحواض مائية لمعالجة مشكلة المياه مع الدول المجاورة. مشاريع الأستثمارات النفطية وتصنيع مشتقاتها كوقود السيارات والغاز السائل. مشاريع ري وبزل واستصلاح اراضي . كيفية الوصول الى مرحلة الأكتفاء الذاتي لزراعة المحاصيل الزراعية الأساسية مثل الحنطة والرز. كيفية تشجيع وخلق مشاريع صناعية تعتمد على مواد اولية يزخر بها العراق مثل المنتجات النفطية، السمنت، الطابوق، تعليب المياه والمواد الغذائية. كذلك معالجة التصحير من خلال شق القنوات المائية وبناء الأحزمة الخضراء عن طريق زراعة النخيل والحمضيات والأشجار التي تقاوم الريح والجفاف. كل ذلك لايستطيع ان يقوم به القطاع العام او الخاص بمفرده. ان هذا النوع من المشاريع الضخمة فقط يستحق ان تساهم به الخبرات الدولية والشركات العالمية المختصة، وليس السمسارة في عمان والمشايخ في الخليج والأمراء في السعودية

وقد يتحدث القائل عن بيروقراطية القطاع العام وعدم كفائته وكثرة العاملين به وقلتة انتاجيتهم. ولنفرض جدلا ان كل هذا صحيح. ولنراجع ما انجزه القطاع الخاص طيلة عشر سنوات. الجواب معروف لدى الجميع فإن الأنجازات تنحصر في استيراد اردئ نوعيات البضائع من الصين وهدر الموارد المالية وتمويل التيارات السياسية التي نشرت الروح العنصرية والطائفية المؤدية الى انعدام ابسط ماهو مسوؤلة عنه الدولة وهو الأمن والخدمات. لقد كان بألامكان التغلب على مواطن ضعف القطاع العام من خلال زجه في عملية البناء والتطور خاصة اذا كان الوعي السياسي الجديد لايسمح بالمحسوبية والمنسوبية ويحمل شركات القطاعين العام والخاص المسوؤلية كاملة لما تعاقدوا عليه

الذي اريد ان اقوله ان بريمر ومن كان حوله قاموا عمدا بعزل منشآت القطاع العام الصناعية منها والتجارية من لعب اي دور في العراق الجديد تمهيدا لتصفيته وفتح الآفاق امام الشركات العالمية وتحويل اموال الشعب ومصادر خدماته الأساسية لايدي لصوص كبار مصانين غير مسوؤلين ينهبون خيرات البلد بكفائة نادرة ويفلتون من الحساب الى الأبد. وكذلك تم عزل القطاع الخاص العراقي المحلي المنتج سواء في قطاع المقاولات او الخدمات لكي تتاح الفرصة كليا للشركات الاجنبية وسماسرتها ممن هم سياسيون في النهار، ومقاولون في الليل والذين يعقدون الصفقات في اروقة الصالونات الحمراء

وهنا اود ان ارفع صوتي واذكر السياسين القائمين على تشريع قوانين بيع ممتلكات الشعب بسعر التراب، ادرسوا ماحصل لروسيا ومصر والجزائر من ضياع وهدر وسرقة بأسم الخصخصة والعولمة. ان الأقتصاد لاينموا حينما تنتقل ملكية مصنع من اسم لأخر، من القطاع العام الى الخاص أو العكس، وانما الأقتصاد ينموا حينما نبني مصنعا آخر، ونستصلح ونروي اراضي كانت غير صالحة للزراعة. ان العراق يحتاح حاليا لجهود اعادة بناء واسعة. فنحن بعد عشر سنوات بعد التغيير ولازلنا دون الصفر. فالقطاع العام والخاص عليهم مسوؤلية البناء المشترك والمتكامل ما بين الأثنين

هناك مشاريع لاتعد ولا تحصى فدعونا نبني مشروعا جديدا، حيث ان بيع المشروع القديم لمالك جديد سوف لن يحل المشاكل القائمة بل ربما يعقدها ويأخرها. فعلا سبيل المثال لا الحصر ان خصخصة سمنت السماوة لم يرفع من طاقته الأنتاجية. كان الأجدى بالدولة ان تشجع ذلك المشتري على بناء سمنت سماوة 2، كي يكون هناك مصنعين وطاقتين ومنافسة وتكامل والبقاء للأفضل

محمد حسين النجفي
تشرين ثاني 2013

________________________________________________________________________________

 العراق#، محمد حسين النجفي#،#خصصة#،#القطاع العام

خصخصة القطاع العام في العراق

لقد باشر العهد السابق ومنذ اواسط الثمانيتات بخطوات بأتجاه خصخصة الأقتصاد العراقي عن طريق بيع ممتلكات الدولة والتي هي بعبارة ادق ممتلكات الشعب العراقي وثروته الوطنية. وفي حينها كانت الأسباب الرئيسة هي انشغال الدولة في حرب لا نهاية لها. وكانت الصفقات تتم بهدوء والمستفيد الأول والأخير هي عائلة صدام واقربائه وزمرة من المتفاعلين معهم. وبموجب ذلك تم بيع معمل الطين في مدينة الحرية لعائلة خير اله طلفاح على سبيل المثال.

وقد ازدادت الدعوة لخصخصة الأقتصاد العراقي بعد عام 2003 نتيجة للنفوذ الأمريكي ورجوع العديد من العراقيين كسماسرة للمستثمرين الأجانب. ولذلك فقد ارسيت كل المقاولات والعقود سواء في قطاع النقل والمواصلات والتليفونات والنفط وتوريد المراد الغذائية  وحتى جمع القمامة الى شركات اجنبية تركية وكويتية ومصرية وامريكية واوربية وحرمت منها الشركات العراقية. لقد لعب هذا العامل دورا فعالا في كسر قوة القطاع العام واذل وافقر القطاع الخاص وحوله لقطاع طفيلي يعيش على الكومشن والأزمات وفتتات السياسيين والشركات الاجنبية. وحينها الكل يتحدث عن مشاريع كبرى وعظمى فوق طاقة القطاع العام والخاص العراقيين. وللأسف كانت خطأ سياسيا ولعبة تجارية لازال العراق ينتظر نتائجها.

وقد يتحدث القائل عن بروقراطية القطاع العام وعدم كفائته وكثرة العاملين به وقلتة انتاجيتهم. ولنفرض جدلا ان كل هذا صحيح. ولنراجع ما انجزه القطاع الخاص طيلة عشر سنوات. الجواب معروف لدى الجميع فأن الأنجازات تنحصر في هدر الموارد المالية وتمويل التيارات السياسية التي نشرت الروح العنصرية والطائفية المؤدية الى انعدام ابسط ماهو مسوؤلة عنه الدولة وهو الأمن والخدمات. لقد كان بألامكان التغلب على مواطن ضعف القطاع العام من خلال زجه في عملية البناء والتطور خاصة اذا كان الوعي السياسي الجديد لايسمح بالمحسوبية والمنسوبية ويُحمل شركات القطاعين العام والخاص المسوؤلية كاملة لما تعاقدوا عليه.

لقد جرى عمدا عزل منشآت القطاع العام الصناعية منها والتجارية من لعب اي دور في العراق الجديد تمهيدا لتصفيته وتحويل اموال الشعب ومصادر خدماته الأساسية لايدي لصوص كبار مصانين غير مسوؤلين ينهبون خيرات البلد بكفائة نادرة ويفلتون من الحساب الى الأبد. وكذلك عزل القطاع الخاص العراقي المحلي المنتج سواء في قطاع المقاولات او الخدمات.

وهنا اود ان ارفع صوتي واذكر السياسين القائمين على تشريع قوانين بيع ممتلكات الشعب بسعر التراب، ادرسوا ماحصل لروسيا ومصر والجزائر من ضياع وهدر وسرقة بأسم الخصخصة. ان الأقتصاد لاينموا حينما تنتقل ملكية مصنع من اسم لأخر وانما الأقتصاد ينموا حينما نبني مصنعا آخر. فالسؤال المحير هو لماذا لايبني القطاع الخاص مصانعه ومزارعه واسطوله البحري والجوي؟ ولماذا يفضل ان يشتري ماهو قائم ومنتج من الدولة؟ والأحير هو لماذا تشجع الدولة ذلك؟ ام ان هذه الاسئلة غير محيرة.

You have successfully subscribed to the newsletter

There was an error while trying to send your request. Please try again.

أفكار حُـرة : رئيس التحرير محمد حسين النجفي will use the information you provide on this form to be in touch with you and to provide updates and marketing.