أفكار حُـرّة : رئيس التحرير محمد حسين النجفي
صوت معتدل للدفاع عن حقوق الأنسان والعدالة الأجتماعية مع اهتمام خاص بشؤون العراق
صحيح ان اخي الحاج رعد أصغرمني من حيث العمر، ولكن الشهادة لله الكل يعلم من انه كان كبيراً في ايمانه وورعه وتقواه الى آخر نفس في بدنه قبل ان تفيض روحه الطاهرة المطمئنة الى مثواها الأخير بيد رب العالمين. وكان كبيراً في كرمهِ اخلاقياً ومادياً، ومساعداً للقريب والغريب، ومؤتمناً لأسرارالناس، لم اسمعه يومياً يذكر الغير بسوء ولا يشهر بمصائب الناس ولا يتبجح بما قام به الى هذا وذاك.
لعائلته كان الحائط الذي نتكأ عليه جميعاً، وبيته مضيف للجميع، والبنك الذي نستلف منه، والحكمة التي تفيدنا مدى الحياة، والبسمة الساحرة، والضحكة النابعة من القلب، لم يزعل من احد ولم يُزعل احد، يحبه الصغير قبل الكبير، يحترم الجميع والكل يحترمه.
لم يتكبر على احد ولم يغيرهُ المال ولا الجاه. لم يَحسد الذين تفوقوا عليه تجارياً ولم يتكبر على اللذين حقق نجاحات اكثر منهم. والكل يعلم كم كان طيباً وبسيطا، ومكتبه ملتقى القريب والغريب، واندفاعه في الحياة هو تحقيق النجاح ضمن حدود الضوابط الأخلاقية العليا، دون طمع في مال الغير وجشعاً في الأرباح غير المشروعة.
كان يحب اصدقائه ومجتمعه اللندني كثيراً حتى انه في شدة مرضه ومنع الأطباء له واعتراض العائلة واعتراضي شخصياً، اصر ان يبقي باب الزيارات مفتوحة سواء في المستشفى ام في البيت، في شدته وفي راحته، في النهار ام في الليل. وإن دلّ هذا على شئ انما يدل على شدة التصاقهِ بمجتمعه ومحبتهِ لهم واسئناسهِ بوجودهم في حياته، واني لمتأكد من انهم يبادلوه نفس المشاعر.
كان مدرسة اخلاقية ونموذجا أعلى يحتذي به الصغير في عائلتنا قبل الكبير. شخصية لا يسد فراغها العديد منا مجتمعين. ونحن كعائلة عرفنا قيمته وقدره في حياته قبل وفاته، وهذا من النوادر في الحياة. لذلك اجتمع حوله وهو في فراش المرض اقرابه جميعاً مهما بعدت مسافاتهم ولم تشغلهم مشاغل الدنيا من السؤال عنه وزيارته والتمتع بأحاديثه ونصائحه. وكان مجلسه في آخر ايامه مجلس صلح ومسماحة وتآخي القلوب ونبذ الفرقة ونشر المحبة. ولتكن هذه الرسالة امانة في اعناقنا جميعاً ولا ننسى رسالته في الحياة وهو افضل ما نذكره به في حياتنا كلما حدث ما يستوجب الأستشارة والنصح.
سوف لن ننساك ياأخي الحبيب، فإنك مغروس في ضمائرنا، وابتسامتك تنور حياتنا واقوالك وصبرك وتانيك في الأمور مرشدنا. اما كرمك وسخائك فهي مفخرة لنا لا نستطيع موازاتها. انك فخري واعتزازي واقرب المقربين لي في حياتي وخسارتي في الدنيا التي لا تعوض والتي ستبقى الماً في الفواد وفراغاً ابدياً محزنا. وما عزائنا سوى اننا نعلم علم اليقين انك بيد رحمن رحيم وجالساً في جنات الخلد مع الأمة الأطهار والصالحين. وإنا لله وإنا اليه راجعون.
رحم الله من قرأ سورة الفاتحة على روح اخي الطاهرة الحاج رعد علي النجفي “ابو حسين”.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد حسين النجفي
March 24, 2018