سفرة الى الصدور

 يا (أُم عوفٍ) ومايدريك ماخبأت                            لنا  المقاديرُ من عُقبى  ويدرينا

تداعيات المواصلات

عادل الشعرباف وذكريات البيت الأحمر

“البيت الأحمر” هو الأسم الذي اطلقناه على البيت الذي انتقلنا اليه في صيف عام 1961.  انتقلنا من شارع الهندي في محلة البوجمعة الى بيت اكبر منه في محلة البوشجاع في الكرادة الشرقية خارج. كان هذا البيت واسع جدا وذو حديقة كبيرة معتنى بها مملوءة باشجار البرتقال والنارنج مع قمرية عنب عامرة وتشكيلة كبيرة من انواع الورود مثل الراسقي والجوري وحلق السبع والقرنفل. كان البيت مصبوغاً من الخارج باللون الوردي والبوابة كبيرة وعالية جداً ومصبوغة باللون الأحمر، ولم يكن هذين اللونين يستخدمان بكثرة لهذا الغرض. والذي لا يعلم اننا مستأجرين ولسنا مالكين،  قد يظن اننا صبغناه لأن افكارنا حمراء!  مع ذلك لم نكن سعيدين تماما لأنتقالنا. وسبب لنا الأنتقال  رد فعل نفسي واجتماعي لي  ولاخوتي وحتى لوالدتي لأننا سكنا في شارع الهندي لمدة ستة سنوات ولنا العديد من الأصدقاء والجيران الذين كان من الصعب الأبتعاد عنهم. إلا انه كان لابد من الأنتقال لأحتياجنا لعدد اكبر من غرف النوم. 

سيرة أستاذ جامعي في العراق: د مهدي العاني نموذجاً

 طلب مني الأستاذ مهدي العاني أن أساعده بمراقبة الطلاب أتناء أداءهم امتحان فصلي لانه صف مدرج وواسع من الصعب السيطرة عليهم. وافقت على ذلك بترحاب. ذهبت معه إلى أحد صفوف السنة الأولى اقتصاد حيث يحاضر فيها الأستاذ مهدي مادة مبادئ الاقتصاد. وزع عليهم الأسئلة وبدأ الطلاب بالإجابة كالمعتاد. لفت نظري ان احد الطلاب في منتصف المدرج تقريبا يحاول الغِشّ من زميله المجاور. ذهبت اليه وبمنتهى الهدوء طلبت منه ان لا يفعل ذلك وان يركز نظره على ورقة إجابته فقط. طبعاً أستاذ مهدي لاحظ ذلك من موقعه في مقدمة الصف خلف منصة إلقاء المحاضرة. كان هذا الطالب مصمماً وبشكل واضح وعلني في سعيه بالغش عن طريق أخذ المعلومات من زميله المجاور. وبما أني لم أكن أستاذه المباشر قررت ان أنبهه مرة ثانية بدل من إخراجه من الصف.

انا وجدي في سينما النجوم

كان جدي ابا والدي الحاج علي اصغر من الطباخين الماهرين المعروفين في مدينة النجف الأشرف في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي. وكان طباخاً لموكب عزاء الترك في النجف لأن جذوره ترجع الى منطقة قزوين شمال شرق إيران، لذلك كان يتحدث اللغة التركية والأذربيجانية بطلاقة اضافة الى اللغة الفارسية والعربية. وكان ايضاً يملك مطعماً للكباب في احد الأزقة المتفرعة من السوق الكبير وهو السوق المسقف الكبير الذي يصل ما بين ميدان المدينة الرئيسي والعتبة العلوية لأمير المؤمنين (ع). ولذلك لُقب جدي في النجف بأسم (حجي علي كبابي). في موسم الحج كان جدي  طباخ حملات الحج التي كانت تبدأ رحلتها من النجف الأشرف الى مكة المكرمة عبر طريق عرعر البري الصحراوي. وكان عمي جعفر من السواق الماهرين الذين يعرفون الطريق الصحراوي لمكة المكرمة الذي معظمه غير مُعلم وغير مُبلط آن ذاك. وعليه كان عمي مالك سيارة النيرن التي يتم صناعتها بأكملها فيما عدا مقصورة السائق والماكنة والشاصي في ورشات النجف. اما مقصورة الركاب والكراسي والأنارة وكل المرافق الأخرى فكانت تصنع في النجف من قبل عمال ماهرين بضمنهم ابناء عمي جعفر ومنهم جبوري وعبودي ومكي الذين عملوا في مصنع عائلة ابو النواعير (المعروفة بصناعة بوديات دك النجف).

الأمانة العلمية بين اروقة المستنصرية

” قلت له: دكتور كيف ستشارك في التأليف والكتاب مؤلف ونسخة منه مع رئيس القسم؟ هل تقصد ان اضع اسمك على الغلاف فقط؟ قال: نعم هذا يكفي. قلت: وهل سيكون اسمي هو الأول بأعتباري المؤلف الحقيقي ام اسمك الأول بأعتبارك دكتور؟ قال: لا طبعاً اسمي هو الأول. قلت: ولكنك لم تُدرس ادارة التسويق سابقاً. قال: نعم ولكني اريد التجديد!  قلت: واذا رفضت قال فإن كتابك سوف لا يرى النور في الجامعة.”

سستر ميري

إنتقلنا في عام 1951 من منطقة الدهانة في بغداد، لنسكن في بيت كبير في شارع الكنيسة منطقة البوليس خانه في الكرادة الشرقية. وكان سبب الأنتقال هو لأستقدام بيت جدي وخوالي من الكوفة الى بغداد. وسُمي هذا الشارع بشارع الكنيسة لوجود كنيسة قرب نهاية الشارع جهة نهر دجلة. وكانت هذه الكنيسة بناية كبيرة عالية مبنية من الطابوق. وتضم الكنيسة ايضا دار ايتام و حضانة وروضة، ولذلك كانوا يسمونها ايضاً دير الراهباتً.

شبوط والدجاجة في مستشفى الطوارئ

كان ذلك في صيف عام  1966 حينما بدأت آلام الزائدة الدودية تشتد عليّ  لدرجة موجعة جداً من الصعب احتمالها. وكان قد قيل لي من انني لا بد ان اتهيأ لأستصالها. قلت لوالدي من انني سوف اذهب الى المستشفى الجمهوري كي يستأصلوا الزائدة. رفض والدي ذلك لأننا عائلة ميسورة وقال لي لابد ان يتم ذلك في مستشفى اهلي. قلت لوالدي انها عملية بسيطة وانت تعرف افكاري الشعبية ولا اريد ان اعامل باعتباري من ابناء الذوات. انا واحد من هؤلاء الناس العاديين، اريد ان امر بتجاربهم سواء اكانت جيدة ام تعيسة، بسيطة ام معقدة، فاشلة ام ناجحة. اجابني والدي بأنه يفهم موقفي، ولكن الناس سيعتقدون اننا اناس بخيلون. قلت ياابي لايهمني مايقوله الناس. وتطور النقاش بيننا ولم نصل الى نتيجة وسمع بالموضوع خوالي ومنهم خالي محسن الذي اقترح حلاً وسطا. حيث انه لديه صديق ضابط في الجيش وهو بدوره لديه صديق جراح في مستشفى الطوارئ في الشيخ عمر. وقال لي انه مستشفى حكومي مجاني وشعبي،  ولكن على الأقل سيكون الجراح من معارفنا وسيهتم بك ونكون نحن على اطمئنان. 

بعد ان استيقظ البكر نام معصوم

 قرر احمد حسن البكر وصدام حسين وعدنان الحمداني ان يزوروا الجامعة المستنصرية في منتصف العام الدراسي 1979/1978 كي يطلعوا على اوضاعها والتحدث الى الكادر التدرسي لبحث شوؤن العراق. استقبلني لفيف من طلبة الأتحاد الوطني واشاروا  الي بالذهاب الى القاعة الكبرى حيث الرئيس والسيد النائب هناك. في بهو القاعة استقبلنا جيش من المخابرات: أهلا استاذ، تفضل استاذ، سَودي طريق للأستاذ ……. واخذوا مني حقيبة السمسونايت و كل واحد منهم بيده عصاً سحرية يمررونها من جميع الجهات واياديهم تلامسنا بشكل عفوي جداً وتفضل استاذ وشرفتنا استاذ.

سفرطاس الزعيم

[caption id="attachment_411" align="alignnone" width="300"] سفرطاس الزعيم[/caption]

You have successfully subscribed to the newsletter

There was an error while trying to send your request. Please try again.

أفكار حُـرة : رئيس التحرير محمد حسين النجفي will use the information you provide on this form to be in touch with you and to provide updates and marketing.