أفكار حُـرّة : رئيس التحرير محمد حسين النجفي
صوت معتدل للدفاع عن حقوق الأنسان والعدالة الأجتماعية مع اهتمام خاص بشؤون العراق
الذكرى الستون لاستشهاد سلام عادل ورفاقه
كما نُشرت في مجلة الشرارة الغراء عدد 164 آذار 2023 صفحة 14-15
كانت الأيام تمر بثقل وبطء شديدين بعد ردة 8 شباط 1963. الأخبار تتوالى تباعاً دون توقف مبتدئةً باغتيال قائد القوة الجوية جلال الأوقاتي، وبمقتل الزعيم ورفاقه، واستشهاد وصفي طاهر وعبد الكريم الجدة في معركة وزارة الدفاع، ومقتل ماجد أمين لمقاومته الحرس القومي أثناء محاولة اعتقاله ووو. كلها أخبار مقيتة تبعث على الحزن والأسى لترى خيرة القادة الوطنيين يتساقطون الواحد تلو الآخر.
إن أكثر ما حطم معنويات الشباب هو ظهور العديد من القادة السياسيين على شاشات التلفاز يقدمون اعترافات مذلة ومهينة وخاصة اعترافات عدنان جلميران وحمدي ايوب وطريقة طرحه المهينة. إن مجرد ظهورهم وطعنهم لمسيرة الحركة الوطنية كان له مردود سلبي على الجميع مما أدى إلى العديد من الانهيارات المتعاقبة بحجة أن القيادة قد انهارت كلياً.
إلا أن إعلان حكم الإعدام وتنفيذه يوم 7 آذار 1963 لكوكبة قيادية متمثلة بحسين احمد الرضي (سلام عادل) ومحمد حسين أبو العيس وحسن عوينه، كان له مردودين متعاكسين. الأول أنها انتكاسة ليست كبيرة وإنما كبرى لقيادة الحركة. أما المردود الثاني وهو الأهم هو أن الكل يعلم أن هذه الكوكبة لم يتم إعدامها شنقاً أو رمياً بالرصاص. إنهم عذبوا وعذبوا وعذبوا لأيام وليالي واستشهدوا دون أن يتعاونوا مع جلاديهم أو يبوحوا سراً أو يكشفوا أمرا. استشهدوا تحت وطأة التعذيب الوحشي مرفوعي الرأس دون أن يتخاذلوا أو يهينوا أنفسهم أو رفاقهم. إنهم حقاً ممن تنطبق عليهم قصيدة الجواهري (مفاتيح المستقبل)، كما انطبقت من قبل على فهد وحازم وصارم:
سلامٌ علــــى جاعلين الحتو ـــــــــــــــــــ فَ جسراً إلـى الموكبِ العابرِ
سلامٌ علــى نبعةِ الصامدين ـــــــــــــــــــــ تعاصَتْ علـــى مِعْول الكاسرِ
وليسَ علــــــى غُصُنٍ ناعم ــــــــــــــــــــ رشيقٍ يميلُ مـــــــع الهاصرِ
سلامٌ على مُثقلٍ بالحديــــــدِ ـــــــــــــــــــــ ويشمــخ كالقـــائـــــدِ الظافرِ
كأنَّ القيودَ على معصميه ـــــــــــــــــــــ مفاتيـــــحُ مُستقبل زاهـــــــرِ
كان لهذا الاستشهاد معنى أقوى من الموت. لقد منح صمود واستشهاد الرفاق أملاً قبل ذلك لم يكن منظوراً. لقد جعل رفاقهم يتفاخرون بشموخ قادتهم واستشهادهم دلالة على فشل سلطة البعث التي كانت تعيش حالة رعب وخوف وأرق مستمر من أن يوم أفولهم آت لا محال، وأن القانون رقم 13 المشؤوم لن يكون كافياً كي يحميهم من المصير المحتوم. نعم إن استشهاد سلام عادل والعديد من رفاقه رغم هول الخسارة وفداحتها، إلا أنه رفع معنويات الجماهير عالياً، وأدى إلى إعادة الثقة من أن القادة الشامخين أكثر بكثير من المتخاذلين الذين سماهم شاعر العرب الكبير الجواهري بالغصن الناعم الذي يميلُ مع الهاصر. تحية إكبار وإجلال للذين وهبوا حياتهم لتكون جسراً للموكب العابر.
محمد حسين النجفي
7 آذار 2023
#سلام_عادل #حسن_عوينه #محمد_حسين_النجفي #العراق #محمد_حسين_ابوالعيس #8_شباط_1963 #حزب_البعث
#www.afkarhurah.com
شكراً اختي العزيزة ام وسام، انه تاريخ مليئ بالجرائم التي يجب ان نتذكرها ونذكر بها. تحياتي
الله يساعدك اخي الغالي لحملك الثقيل وان كانت الكتابه متنفس لافكارك وذكرياتك ولكن حتى تخرج على الورق تحتاج الى جهد وصبر ورحابه صدر
الله ينور عليك بنوره ويحفظك استمتع كثيرا بهذه الافكار التي نشاءت عليها منذ الصغر عشت اخي حيث انك الصديق والرفيق الوفي لرفاقك في النضال الوطني ودمت لنا