أفكار حُـرّة : رئيس التحرير محمد حسين النجفي
صوت معتدل للدفاع عن حقوق الأنسان والعدالة الأجتماعية مع اهتمام خاص بشؤون العراق
“لاحظت ان هناك إجابة رقمية دون عمليات حسابية تسبقها؟ كان واضحاً انها نقلت الرقم النهائي من زميل مجاور.
“المفروض أن يبحثوا عن نِقَاط القوة في زملائهم، كي يجدوا سبباً حقيقياً
من اهم ميزات التحصيل الجامعي إنها تجمع الطلبة من كل المحافظات في صف واحد. ومن بين هؤلاء ثلاثة طلاب احدهم من كربلاء والثاني من تكريت والثالث من بغداد. اجتمعوا في الجامعة المستنصرية لغرض التحصيل العلمي وفي صف واحد. طبعا من المؤكد ان الخلفية البيئية والتربية العائلية تؤثر على السلوك الفردي وتميزه نوعا ما. هؤلاء الثلاثة تفاعلت معهم أو تفاعلوا معي من خلال دراما فريدة من نوعها مررت بها شخصياً معهم واليكم القصة باختصار:
طلب مني الأستاذ مهدي العاني أن أساعده بمراقبة الطلاب أتناء أداءهم امتحان فصلي لانه صف مدرج وواسع من الصعب السيطرة عليهم. وافقت على ذلك بترحاب. ذهبت معه إلى أحد صفوف السنة الأولى اقتصاد حيث يحاضر فيها الأستاذ مهدي مادة مبادئ الاقتصاد. وزع عليهم الأسئلة وبدأ الطلاب بالإجابة كالمعتاد. لفت نظري ان احد الطلاب في منتصف المدرج تقريبا يحاول الغِشّ من زميله المجاور. ذهبت اليه وبمنتهى الهدوء طلبت منه ان لا يفعل ذلك وان يركز نظره على ورقة إجابته فقط. طبعاً أستاذ مهدي لاحظ ذلك من موقعه في مقدمة الصف خلف منصة إلقاء المحاضرة. كان هذا الطالب مصمماً وبشكل واضح وعلني في سعيه بالغش عن طريق أخذ المعلومات من زميله المجاور. وبما أني لم أكن أستاذه المباشر قررت ان أنبهه مرة ثانية بدل من إخراجه من الصف.
” قلت له: دكتور كيف ستشارك في التأليف والكتاب مؤلف ونسخة منه مع رئيس القسم؟ هل تقصد ان اضع اسمك على الغلاف فقط؟ قال: نعم هذا يكفي. قلت: وهل سيكون اسمي هو الأول بأعتباري المؤلف الحقيقي ام اسمك الأول بأعتبارك دكتور؟ قال: لا طبعاً اسمي هو الأول. قلت: ولكنك لم تُدرس ادارة التسويق سابقاً. قال: نعم ولكني اريد التجديد! قلت: واذا رفضت قال فإن كتابك سوف لا يرى النور في الجامعة.”
صراع بين الكرامة والواجب بين أروقة الجامعة المستنصرية
قرر احمد حسن البكر وصدام حسين وعدنان الحمداني ان يزوروا الجامعة المستنصرية في منتصف العام الدراسي 1979/1978 كي يطلعوا على اوضاعها والتحدث الى الكادر التدرسي لبحث شوؤن العراق. استقبلني لفيف من طلبة الأتحاد الوطني واشاروا الي بالذهاب الى القاعة الكبرى حيث الرئيس والسيد النائب هناك. في بهو القاعة استقبلنا جيش من المخابرات: أهلا استاذ، تفضل استاذ، سَودي طريق للأستاذ ……. واخذوا مني حقيبة السمسونايت و كل واحد منهم بيده عصاً سحرية يمررونها من جميع الجهات واياديهم تلامسنا بشكل عفوي جداً وتفضل استاذ وشرفتنا استاذ.