أفكار حُـرّة : رئيس التحرير محمد حسين النجفي
صوت معتدل للدفاع عن حقوق الأنسان والعدالة الأجتماعية مع اهتمام خاص بشؤون العراق
” الفصل الأول من سلسلة اليوبيل المئوي لتأسيس الدولة العراقية”
تدعوا هذه المقالة الى الحوار البناء المستمد من الدراسة المستفيضة للأديان والأفكار المعاصرة مع التركيز على الأسس المنهجية والنظرية بدلاً من الأعتماد على النقد اللاذع المبني على الممارسات الخاطئة او على التجارب الفاشلة او على التطبيق المغالط، كما يرد أحيانا بسذاجة في أحاديث أشخاص وكتاب يستخفون بالآخرين:
ادهشت القاضية اللبنانية جوسلين متي المجتمع اللبناني بشقيه المسلم والمسيحي، وكذلك اصبحت مجال جدل عربي ودولي لحكمها الصادر لمعاقبة ثلاث جهلة مسلمين اساءوا للسيدة مريم العذراء التي يقدسها المسلمون وابنها سيدنا المسيح عيسى بن مريم. وهذا التقديس ليس خياراً شخصياً وانما فرضاً اسلاميا لأنه مذكور قي القران الكريم. ليس في سورة عمران فقط، وانما في العديد من الآيات القرآنية الكريمة. قرار القاضية المثقفة يحمل في طياته، ان الجهل هو احدى اهم مسببات الصراع الطائفي المقيت ويجب ان يحارب بنشر الثقافية التعددية وليس الأحادية. وان مهمة القضاء يجب ان تكون الأصلاح وليس العقاب الأنتقامي الذي ربما يعمق الأنحراف الذي عليه الفرد او المجتمع بدلاً من ان يقومهُ.
كلنا يعلم أن الأمم لا تنهض إلا بنتاج علمائها ومثقفيها ومصلحيها . وفى ذلك لم تختلف نهضة الشرق عن الغرب. فلم تنهض الحضارة الاغريقية إلا بفلاسفتها كسقراط وأفلاطون. ولم يبقى من الأمبراطورية الرومانية بعد إنحسارها سوى نتاج معماريها ورساميها ونحاتيها. وماذا بقى من الحضارة البابلية غير بقايا جنائن بابل المعلقة ومسلة حمورابي وقوانينها واحكامها ؟