أفكار حُـرّة : رئيس التحرير محمد حسين النجفي
صوت معتدل للدفاع عن حقوق الأنسان والعدالة الأجتماعية مع اهتمام خاص بشؤون العراق
لابد لي من الاعتراف من انني لم اقرأ كتاب “الآيات الشيطانية”، ولكن سمعت وقرأتُ الكثير عنه وعن كاتبه “سلمان رشدي” منذ عام 1988 ولحد يومنا هذا. ومع ذلك فإن عنوان الكتاب يكفي لاستفزاز مشاعر أي مُسلم سواء أكان متديناً او علمانياً، فما بالك برد فعل علماء الدين ومقلديهم سواء فقهياً ام سياسياً.
من المعتاد ان نزور مديرية جوازات السفر كلما نوينا ان نسافر خارج العراق. وكل مرة علينا ان نثبت للمرة المليون صدق عراقيتنا، بإشهار الوثائق العديدة مثل الجنسية وشهادة الجنسية ودفتر الخدمة العسكرية وكتاب موافقة من الدائرة إن كان الشخص موظفاً. وأعتقد اضيف الى ذلك هوية التموين وشهادة سكن وشهادة صحة إثبات وغير ذلك من الوثائق، إضافة الى الرسوم والرشاوي التي اصبح امراً متعارف عليه هذه الأيام.
الفصل الثالث من سلسلة اليوبيل المئوي لتأسيس الدولة العراقية
منذ بداية القرن العشرين كانت الرعاية الصحية من بين اهم الواجبات والخدمات التي تقدمها الحكومات لشعوبها. حيث كانت المستشفيات والمستوصفات والعيادات الشعبية من بين اهم المراكز الصحية وافضلها في تقديم الرعاية الطبية لمواطنيها. وهذا لا يمنع من ان الأطباء والممرضين كانوا يقدمون خدمات بعد انتهاء الدوام مساءاً في عياداتهم او في زيارات منزلية للمرضى غير القادرين على التحرك. وهذا ما كان عليه الوضع في معظم دول العالم. إلا انه بعد تحول روسيا من دولة قيصرية الى دولة اشتراكية حُولت الخدمات الطبية لتكون من الخدمات التي تقدمها الدولة حصرياًاً لمواطنيها. تبعها بعد ذلك الدول التي انظمت الى الأتحاد السوفيتي ثم الدول الأوربية الشرقية مثل بولونيا وبلغاريا وجيكوسلوفاكيا التي كانت ضمن الساتلايت السوفيتي.
“البيت الأحمر” هو الأسم الذي اطلقناه على البيت الذي انتقلنا اليه في صيف عام 1961. انتقلنا من شارع الهندي في محلة البوجمعة الى بيت اكبر منه في محلة البوشجاع في الكرادة الشرقية خارج. كان هذا البيت واسع جدا وذو حديقة كبيرة معتنى بها مملوءة باشجار البرتقال والنارنج مع قمرية عنب عامرة وتشكيلة كبيرة من انواع الورود مثل الراسقي والجوري وحلق السبع والقرنفل. كان البيت مصبوغاً من الخارج باللون الوردي والبوابة كبيرة وعالية جداً ومصبوغة باللون الأحمر، ولم يكن هذين اللونين يستخدمان بكثرة لهذا الغرض. والذي لا يعلم اننا مستأجرين ولسنا مالكين، قد يظن اننا صبغناه لأن افكارنا حمراء! مع ذلك لم نكن سعيدين تماما لأنتقالنا. وسبب لنا الأنتقال رد فعل نفسي واجتماعي لي ولاخوتي وحتى لوالدتي لأننا سكنا في شارع الهندي لمدة ستة سنوات ولنا العديد من الأصدقاء والجيران الذين كان من الصعب الأبتعاد عنهم. إلا انه كان لابد من الأنتقال لأحتياجنا لعدد اكبر من غرف النوم.