أفكار حُـرّة : رئيس التحرير محمد حسين النجفي
صوت معتدل للدفاع عن حقوق الأنسان والعدالة الأجتماعية مع اهتمام خاص بشؤون العراق
كما نُشرت في صحيفة المثقف بتاريخ 14 كانون الثاني 2023
سؤال بسيط ربما لا يحتاج الى تفكير طويل: من كان يعتني بحديقة بيتنا؟ هل كان لدينا فلاح (جَنيني) يعتني بحديقتنا ام لا؟ الجواب نعم كان لدينا واسمه رضا. كان رضا شاب في عمر العشرين عاماً، حينما اتفقنا معه عام 1969، كي يعتني بحديقتنا التي مساحتها بحدود الخمسمائة متر مربع. حديقة جميلة يتوسطها ثيل (عُشب) اخضر، محاطة بورود متنوعة وزاهية من كل الجوانب، وحوالي عشرين شجرة حمضيات من النارنج والبرتقال والليمون.
“كما نشرت في مجلة المثقف الألكترونية في عدد 25 شباط 2023”
تعتبر الكرادة الشرقية من بين اهم ضواحي العاصمة بغداد من حيث تعداد النفوس والمساحة الجغرافية والتنوع السكاني في أعوام الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن العشرين. إن اهم ما يميزها هو كونها شبه جزيرة يلتف حولها نهر دجلة العظيم من ثلاث جهات. كذلك كورنيش شارع ابي نؤأس ومقاهيه الجميلة والسمك المسكوف وبهجة وشعبية الكرادة داخل، وروعة ونظافة الكرادة خارج، وتحرر وحداثة عرصات الهندية وأناقة وهدوء منطقة المسبح.
من المعتاد ان نزور مديرية جوازات السفر كلما نوينا ان نسافر خارج العراق. وكل مرة علينا ان نثبت للمرة المليون صدق عراقيتنا، بإشهار الوثائق العديدة مثل الجنسية وشهادة الجنسية ودفتر الخدمة العسكرية وكتاب موافقة من الدائرة إن كان الشخص موظفاً. وأعتقد اضيف الى ذلك هوية التموين وشهادة سكن وشهادة صحة إثبات وغير ذلك من الوثائق، إضافة الى الرسوم والرشاوي التي اصبح امراً متعارف عليه هذه الأيام.
تعتبر الكرادة الشرقية من بين اهم ضواحي العاصمة بغداد من حيث تعداد النفوس والمساحة الجغرافية والتنوع السكاني. إلا ان اهم ما يميزها هو كونها شبه جزيرة يلتف حولها نهر دجلة العظيم من ثلاث جهات. كذلك كورنيش ابي نوأس ومقاهيه الجميلة والسمك المسكوف وبهجة وشعبية الكرادة داخل، وروعة ونظافة الكرادة خارج، وتحرر وحداثة عرصات الهندية وأناقة منطقة المسبح. ويعتبر شارع الهندي من بين الشوارع المهمة في قلب الكرادة الشرقية حيث يقع في منطقة البوجمعة ما بين منطقة الهويدي والبوليسخانة. قضينا في شارع الهندي احلى ايام الطفولة والحداثة والمراهقة من عام 1954 لغاية عام 1961، سبعة اعوام مهمة في ترعرع ونمو شخصية اي انسان ورسم ابعاد توجهه في الحياة. لم يكن شارع الهندي منطقة سكنية محدودة، وإنما كان محلة متكاملة وكأنها مدينة صغيرة في قلب الكرادة الشرقية. من بين الأحداث المهمة في هذه الفترة هي افتتاح البث التلفزيوني، والتعداد السكاني لعام 1957، ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958، احداث الموصل في آذار عام 1959، احداث كركوك في تموز عام 1959، محاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم عام 1961، ومشاهدة النقل المباشر لمحكمة الشعب (المهداوي).
“رحلتْ بخطواتٍ ثابتة الأقدام، تاركةً ورائها موظفاً بائساً يائساً مُعقداً،
قصة حب حزينة ومؤلمة جداً لا زالت عالقة في مخيلتي منذ أيام طفولتي. إنها قصة جميل الذي أحب أبنة خالته جميلة. كانوا في مقتبل العمر، وكان جميل ما يزال في طور شق طريقه وبناء مستقبله، كي يُأهل نفسه للزواج. ولما كانت الحياة الاجتماعية في خمسينات القرن الماضي، مبنية على الزواج المبكر، قرر جميل ان يستعجل ويتقدم لخطبة ابنة خالته قبل ان يتقدم لها الآخرون، خاصة وان جميلة كانت اسماً على مُسمى، ومن عائلة محترمة جداً وذويها من تجار بغداد المعروفين. كانت عائلة جميلة، عائلة تقليدية تعتمد في قراراتها على حكمة الأخ الأكبر لهذه العائلة، الذي ارتأى ان جميل لا يصلح ان يكون زوجاً لأخته الوحيدة. فرفض طلبه وإن كان من أقربائه. كان قرار الأخ الأكبر يعتمد على بعض المُسببات الوجيهة كالتكافؤ المالي والتحصيل العلمي والمركز الاجتماعي، وربما وجود بعض المشاكسات والخلافات التي تعاني منها كل العوائل. إلا ان ذلك لا يمنع ان يُقابل ذلك توفر مُسببات أخرى تدعو للقبول، منها انه يحبها وهي تحبه، وانه شاب مستقيم، ومجتهد في عمله، وربما سيكون له مستقبل تفتخر به العائلة. المهم ظل هذا الموضوع مُعلقاً.