أفكار حُـرّة : رئيس التحرير محمد حسين النجفي
صوت معتدل للدفاع عن حقوق الأنسان والعدالة الأجتماعية مع اهتمام خاص بشؤون العراق
” قلت له: دكتور كيف ستشارك في التأليف والكتاب مؤلف ونسخة منه مع رئيس القسم؟ هل تقصد ان اضع اسمك على الغلاف فقط؟ قال: نعم هذا يكفي. قلت: وهل سيكون اسمي هو الأول بأعتباري المؤلف الحقيقي ام اسمك الأول بأعتبارك دكتور؟ قال: لا طبعاً اسمي هو الأول. قلت: ولكنك لم تُدرس ادارة التسويق سابقاً. قال: نعم ولكني اريد التجديد! قلت: واذا رفضت قال فإن كتابك سوف لا يرى النور في الجامعة.”
المقالة:
افتتحت جامعة بغداد قسماً للدراسات العليا في كلية الأدارة والأقتصاد عام 1972. وكان الأب الروحي لدراسة ماجستير ادارة الأعمال هو الأستاذ القديرالدكتور خليل الشماع خريج جامعة كاليفونيا- بيركلي، الولايات المتحدة. وكنت في انتظار هذه الفرصة لرغبتي الشديدة في اكمال دراسة الماجستير في ادارة الأعمال. قدمت مع مجموعة كبيرة من المتقدمين. ورغم ان تسلسلي كان السادس على دفعتي، إلا انني قُبلت كاحتياط لشدة المنافسة. لقد كان الدكتور الشماع طموحاً جداً، لذلك كان البرنامج الذي اعده في حقيقة الأمر ما هو إلا برنامج الدكتوراه لجامعة بيركلي. الكتب امريكية والمصادر متعددة واللغة انكليزية، مما ادى الى الأنسحاب الفوري للعديد من المقبولين والذي بدوره اتاح الفرصة لأستدعاء الأحتياط وانا واحد منهم بعد اسبوعين. ولذلك لم يتخرج من اصل ثلاثين سوى عشرة طلاب فقط.
وحالما تخرجنا عام 1975 قررت الجامعة المستنصرية توظيف ملاك تدريسي دائم والأستغناء عن المحاضرين الذين يعملون في جامعة بغداد او في دوائر الدولة. وكانت هذه فرصة لنا ان نتعين دون عناء اوتزكية حزبية. قدمنا الطلب مباشرة الى رئيس قسم الأدارة الأستاذ المحترم جداً محمد طاهر الشاوي (وهو خال د. سلطان الشاوي رئيس الجامعة المستنصرية آن ذاك) الذي رحب بنا واحال الطلب بعد الموافقة عليه للعميد الأستاذ الكفوء سليم ذياب السعدي والذي رحب بنا بحرارة حيث كان استاذنا في الكلية. وهكذا تعينا انا وحمزة الشمخي وعاملة محسن ناجي وماجدة العطية وهناء خيري بدرجة مدرس مساعد ولم يكن اي منا بعثياً وكان معظمنا ذو ميول يسارية وليبرالية. ثم التحق بنا الزميل محمد عبد الوهاب العزاوي بعد ان انهى الخدمة العسكرية في السنة التالية. وكان معظم الملاك التدريسي من الأخوة المصريين المتعاقدين سنوياً وكانوا والحق يقال يبذلون قصارى جهدهم علمياً وتعليماً مع قصور واضح في الأنضباط والأدارة الصفية.
كانت المواد التي تم الأتفاق مع القسم ان ادرسها هي ادارة ألاعمال للصف الأول مسائي وادارة التسويق للصف الثاني صباحي. يشاركني زميل مصري روؤف وصفي لتدريس التسويق مسائي والزميلة عاملة لتدريس ادارة الأعمال صباحي. كان الكتاب المقرر لأدارة الأعمال للأستاذ نعمة الشكرجي متوفراً لدى القسم، ولكن كتاب التسويق للأستاذ سلمان المغازجي غير متوفر. عليه قررنا انا والزميل روؤف وصفي اعداد ملازم للمادة وفق المنهج المقرر. وتقاسمنا الفصول وانتهت السنة الدراسية بنجاح تام. ولسبب غير معقول لم يُجدد عقد زميلي روؤف وصفي للسنة القادمة. وبالتالي كان واضحاً من انني سوف ادرس مادة التسويق صباحاً ومساءاً. وللأمانة العلمية كان لزاماًعليّ ان اعيد كتابة الفصول التي كانت من حصة زميلي. وهنا جائتني الفكرة وهي بدلاً من اعداد ملازم لا تليق بالمستوى الجامعي، لماذا لا اسهر ليل نهار طيلة شهري العطلة الصيفية واقوم بتأليف كتاب لمادة ادارة التسويق لأسد فراغاً واغني المكتبة وانوع بها مصادرنا بدلاً من الأعتماد على مصدر واحد لأستاذنا الجليل سلمان المغازجي. كانت علاقتي بالدكتور فالح الساعاتي مدرس مادة ادارة الأنتاج جيدة جداً وكان قد اعد ملازم لطلبته وقرر تحويلها الى كتاب ايضاً. وقضينا العطلة الصيفية معاً في مكتبة الجامعة المستنصرية نكتب ونؤلف ونأخذ المسودات بخط يدنا فصل فصل الى عباس كاتب الطابعة الذي يعمل صباحاً في الجامعة ومساءاً في مكتب خاص لطبعه على الآلة الطابعة. وكانت ايام انتاجية متعبة، ولكنها جميلة لأننا كنا نحاول ان نقدم شئ ما لخدمة لطلبتنا اكاديمياً.
وكان من بين الذين انتقلوا اونسبوا من دوائر الدولة (الدكتور فلان) *. من مستشار في احدى الوزارات الى مدرس في قسم الأدارة. كنا نحن الجيل الجديد من حملة الماجستير في عمر يتراوح ما بين الخامسة والعشرين والثلاثين وكان الآخرون مابين الأربعين والخمسين عاماً. كان (الدكتور فلان) في عمر الخمسين وكنا نكن له احتراماً خاصاً لذلك. كان بشوشاً منكتاً يبدوا متواضعاً في معظم الأحيان. ولكن بمرور الأيام جوهر المعدن يبان. في احاديثنا الجانبية كان يدعي ان 14 شخصاً في القيادة القطرية لحزب البعث وقعوا على نقله، ليس ليكون مدرساً وانما ليستلم مركزاً ادارياً كرئاسة القسم او العمادة. وكان ينوه من ان قيادة الحزب تدعمه ( ولم يكن ذلك صحيحاً). لم استسيغ ذلك لمحبتي وتقديري لرئيس القسم وللعميد ولم اجد لديه الكفاءة العلمية او الأدارية. على اية حال هذا شأنه.
بعد ان اتممنا انهاء التأليف وطبعه على الألة الطابعة قدم كل منا انا والدكتور فالح الطلب الى رئيس القسم لغرض احالته الى اللجنة العلمية لأقرار صلاحيته علمياً اولاً ثم اعتباره كتاباً مقرراً معتمداً ثانياً ثم طلب تعضيده وطبعه على حساب الجامعة المستنصرية ثالثاً. بعد يومين من التقديم بعث لي رئيس القسم وطلب مني غلق الباب والجلوس والاستماع. قال لي ان (الدكتور فلان) يريد ان يشاركك في تاليف الكتاب ويريد ان يُدرس مادة التسويق في العام القادم، وبالتالي فليس من المعقول وهو دكتور ان يدرس بكتاب مؤلفه من حملة الماجستير. قلت له مارايك انت قال انك تعرف جيداً معزتك عندي وانا اعتبرك افضل وانشط التدريسين في القسم. ولكن هذا الشخص مستقوي بالحزب ودكتور ولسانه سليط ولا ادري ان كنت ستستطيع مقارعته. قلت له استاذ ابو سعد في هذه المرحلة لا اريد إلا ان تحيل الكتاب الى خبير متخصص لأقرارعلمية الكتاب واصالته وليس بالضرورة ان يكون كتاباً مقرراً اومعضداً. اريده ان يكون مصدراً علمياً ويستطيع الدكتور ان يؤلف كتابه بالكامل وبمفرده ويدرس مادة التسويق وانا قادر ان ادرس اية مادة ادارية اخرى. قال لي حسناً ذلك، ولكنه يريد ان يتحدث معك قبل ذلك.
جائني (الدكتور فلان)، وهومن عمر والدي والذي يتوقع منه ان يكون سنداً للشباب الذي يسعى لخدمة بلده وظيفياً وعلميا. لكنه جاء كي يسرق ثمرة جهودهم العلمية. جائني بأبتسامته وصداقته المصطنعة وقال لي من انه يحبني ويعزني كثيراً. وطرح الموضوع كما يلي: اريد ان اساعدك، اذا وضعت اسمي على الكتاب فإنني اضمن انسيابية التزكية العلمية والتعضيد والطبع على حساب الجامعة. كذلك اضمن لك الموافقة على اعتماده ككتاب مقرر في المستنصرية وجامعة البصرة وجامعة الموصل. كذلك اضمن ان الثلاث جامعات سوف تشتري النسخ الكافية لطلبتها. انه مشروع مفيد للطرفين. قلت له: دكتور كيف ستشارك في التأليف والكتاب مؤلف ونسخة منه مع رئيس القسم؟ هل تقصد ان اضع اسمك على الغلاف فقط؟ قال: نعم هذا يكفي. قلت: وهل سيكون اسمي هو الأول بأعتباري المؤلف الحقيقي ام اسمك الأول بأعتبارك دكتور؟ قال: لا طبعاً اسمي هو الأول. قلت: ولكنك لم تُدرس ادارة التسويق سابقاً. قال: نعم ولكني اريد التجديد! قلت: واذا رفضت قال: فإن كتابك سوف لا يرى النور في الجامعة. قلت: فبها، اطبعه على حسابي الخاص خارج اطار الجامعة. هنا تحول كلامه ليكون حاداً وصارماً، وقال عليك ان تسمع الكلام فلقد وقعت القيادة السياسية على نقلي لأكون في مركز قيادي ولا يستطيع شخصاً مثلك ان يعصيني. قلت له نعم انك تعرف انني لست بعثيا ولست تكريتيا ولست من عشيرة يُعتد بها ولي سنة واحدة في التدريس وانك تمتلك كل ما سبق. ولكن لعلمك اني مستعد ان احرق الكتاب ولا يكون اسمك عليه ومستعد لمصارعتك لأني تربيت في سوق الشورجة بين تجارها وحماميلها ولا فرق عندي بين الأثنين سوى من يتحلى بافضل الأخلاق. هنا تراجع (الدكتور فلان) ليدخل لي من باب ثاني. فقال لي هل تعلم ان الدكتور …….مسوؤل عن الشيعة في جامعة بغداد وانا مسوؤل عن الشيعة في المستنصرية (وهو ادعاء كاذب). وقع هذا الأدعاء وقع الصاعقة عليّ فجاوبته بأشمئزاز: هل انت بعثي ام طائفي ام مصلحي؟ سأذهب حالاً للعميد لأطرح عليه الموضوع كله وليكون هو الحكم. مسك بيدي متوسلاً محاولاً ان يثنيني إلا اني سحبت يدي منه وصعدت الى الطابق الأعلى لغرفة العميد فقابلت سكرتير العميد لطيف عارف طالباً لقاءه. قال ان العميد قد خرج للتو ويعود غداً وبأمكانك ان تراه قبل الدوام الساعة الثامنة صباحاً. إلا انه رأى شدة تأثري فطلب مني الجلوس والحديث. حدثته بالأمر، استغرب ان يحدث مثل ذلك في الجامعة، واصر ان ارى العميد صباح اليوم التالي.
ذهبت في اليوم التالي لمقابلة العميد سليم ذياب السعدي وهو مستقيم شديد المراس انضباطي علمياً واداريا. المهم ان سليم السعدي (ابو سهير) بعثي حقيقي وقديم منذ عهد عبد الكريم قاسم وليس من المستبعثين لأغراض وصولية او انتهازية، ولم يكن في ادارته اي نوع من التفريق بين المنتمين وعدمهم. حينما وصلت الى الممر المؤدي الى مكتب العميد كان بأنتظاري (الدكتور فلان) استوقفني للحديث. قلت لدي موعد مع العميد لا يتحمل التأجيل. اخذ بالتوسل والأعتذار ومن انه سوف لا يتدخل بموضوع الكتاب ومن انه سوف لا يدرس مادة التسويق وانني مثل ابنه واخذ يقبل رأسي واراد ان يتواضع اكثر فلم اسمح له لأنه من عمر والدي. قلت حسناً اذهب واخبر رئيس القسم بذلك وسوف ابلغ سكرتير العميد بالغاء المقابلة. ابلغت لطيف عارف الأمر. اعترض بشدة وقال لا تنخدع ويجب ان يعرف العميد بالموضوع. قلت له انه بعمر والدي وتواضع كثيراً واخلاقي لا تسمح لي بأذلاه اكثر من ذلك.
وافق رئيس القسم على تعضيد الكتاب واحاله الى خبير علمي. ولأستغرابي كان الخبير هو (الدكتور فلان). سألته لماذا هذا الأختيار قال لثقتي الكبيرة بك اولاً ولأن ذلك سوف يسكته الى الأبد. وفعلاً لم يأخذ الموضوع طويلاً من (الدكتور فلان) وجاء التقرير من ان الكتاب يستوفي كل المتطلبات العلمية. احيل الكتاب الى لجنة المناهج لأقراره كتابا مقرراً لمادة ادارة التسويق لطلبة الصف الثاني ادارة ألاعمال. ثم تمت احالته الى لجنة التعضيد التي وافقت على طبع 1000 نسخة على حساب الجامعة المستنصرية. اخذنا الكتاب الى دار الرسالة في الأعظمية وكانت مطبعتهم في باب المعظم، وكل الطباعين كلهم مصريين وطبع الكتاب على وجه السرعة. اضفت طباعة 1000 نسخة على حسابي الخاص لثقتي من ان الكتاب سوف يباع، وليكون بين ايدي طلبتنا بعد ان اشترت الجامعة 600 نسخةمنه.
الموضوع لم ينتهي هنا. بعد ذلك بأسبوع كنا انا والدكتور فالح الساعاتي و(الدكتور فلان) مجتمعين في احدى غرف القسم بعد انتهاء الدوام الصباحي بأعتبارنا في لجنة المناهج واذا بالعميد يدخل علينا وعلى وجهه كالعادة نظارته السوداء الغامقة التي لا ترى فيها عينيه بأي اتجاه تدور. وسأل ماالذي تقومون به؟ طبعاً انبرى (الدكتور فلان) بالجواب من اننا لجنة المناهج ومجتمعين لغرض تطوير المناهج الدراسية. قال له العميد سمعت انك تتكلم بالسياسة هذه الأيام. هل تتذكر في زمن عبد السلام عارف حينما كنت انا اتحدث بالسياسة خرجت انت من الغرفة وقلت: ” اسكت ياخوك لا تبلينا؟” ضحك (الدكتور فلان) وبلعها. ثم اثناها ابو سهير وهو واقف على رأسنا كالنسر الجارح ونحن الثلاثة جالسين: كيف تكون في لجنة المناهج وانت الذي ايام زمان حينما سألتك كيف خرجت من نصف المحاضرة حينها قلت لي: قشمرنا الزعاطيط بحجايتين وطلعنا. بعدك اتقشمر الطلاب؟ احمر واصفر وجه (الدكتور فلان) وياريت الأرض بلعته قبل سماع هذه الأهانات. لم يكتفي العميد بذلك، ادار رأسه بأتجاهي وقلت لنفسي ياساتر! وقال لي: ” استاذ محمد” هل بعث لك رئيس القسم ابو سعد كي تختار المواد التي تحب تدريسها لهذا العام؟ قلت نعم استاذ. قال: وهل قال لك ان العميد يقول ان الأولية لحملة الماجستيرقبل الدكاترة والمصريين في ألاختيار؟ قلت نعم استاذ. قال: وهل قال لك ان لك السبق في ألاختيار قبل الجميع؟ قلت نعم استاذ. قال اذا اردت اي شئ فإن مكتبي مفتوح امامك، وخرج دون وداع. كلام لا يصدق ولكني علمت من ذلك ان سكرتير العميد لطيف عارف الذي اعزه كثيراً ويحترمه الجميع، قد ابلغ العميد القصة بكاملها.
لقد كان معظم السياسين بمختلف توجهاتهم يتميزون بالنزعة الوطنية مخلصين في ادائهم الوظيفي. ولم تكن السرقة او الرشوة او الأختلاس إلا حالات نادرة عادة سببها الفقر او الحاجة او الجشع. وكان الأنتماء السياسي عبارة عن الأيمان بعقيدة او فكر يلتزم به الشخص ويدافع عنه ويضحي في سبيله. واليوم نرى الأنتهازيون والوصوليون والسماسرة يعتلون اعلى المناصب ليحصدون الكثير ويقدمون القليل. فكما استبعث معظم ابناء الشعب العراقي ايام صدام بسبب الخوف او لتحقيق مصالح شخصية، نرى اليوم الكثيرين ممن يركبون موجة الدين والطائفة والعشيرة كي يصلوا الى مآرب دنيئة انانية لا تخدم الوطن او الدين. تحية اجلال واحترام الى ألاساتذة محمد طاهر الشاوي (ابو سعد) والأستاذ سليم ذياب السعدي (ابو سهير) وامثالهما ممن ادوا رسالتهم الوطنية وفصلوا بين انتمائهم السياسي وادائهم الوظيفي في خدمة الوطن.
* (الدكتور فلان) سوف اتجنب ذكرالأسم بالكامل لأن الغرض هو العبرة في الحدث وليس التشهيرالشخصي.
محمد حسين النجفي
21 آيار 2018
معلومات اضافية عن التعليم في العراق:
#التعليم_في_العراق #الجامعة_المستنصرية #السرقة_العلمية #التأليف_في_العراق #سليم_ذياب_السعدي #محمد_حسين_النجفي
الصديق العزيز محمد حسين النجفي
مقالتك تكشف موقف جرئ وشجاع وتعبر عن شخصيتك المكافحه والجرأة والاقدام التي تتمع بها وذلك لجذورك وخلفيتك المبنية على أسس متينة أقصد بها خلفيتك وجذورك اليسارية منذ كنا طلاب في الثانوية الشرقيه حيث كنت مناضلا عتيدا وذو أخلاق عاليه وتمكنت بخبرتك وثقافتك ان تسجل موقفا شجاعا مع حفنة من المتملقين والانتهازين ..
دمت رفيقا عزيزا متمنيا لك الصحه والسعاده
مع خالص تحياتي لك
فريد قرياقوس داود
الزميل العزيز ابداً فريد
نعم كنتم وكان لنا دور في بدايات نشأتنا وكبرنا على عود نقي صلب. والحمد لله نريد ان يبقى دورنا في الحياة بناءاً وايجابياً الى الأبد
مع خالص تحياتي لكم وللعائلة
ابو عامر
السلام عليكم،
الأخ العزيز ابو عامر، للشجاعة و الفطنة دور في حفظ القيم النبيلة و لهذا كان لوجودكم بين الحمال و التاجر دور في موقفكم الشجاع امام الابتزاز و الانتهازية. للأسف لم يكن الكثير من أبناء وطننا العزيز بهذه الدرجة من الأخلاق. فكان الخنوع و الخوف و الاستسلام هو السائد فأوصلوا المجتمع الى ما هو عليه اليوم. كثرا الله من امثالكم و اجوا ان يكون لكم ولأمثالكم دور في الإصلاح. و شكرًا لهذه العبر في المقالة الرائعة.
اخوكم المحب.
عزيزي ابو كرار
تحية وسلام
الحياة تُلقيك في متاهاتها، وبين ضعفنا وقوتنا نختار مواقفنا. السعيد هو من يختار مواقف في حياته لن يخجل منها لاحقاً والتعيس هو من يختار حلول يخجل منها ابد الدهر. اللهم اجعلنا وانتم من الأوائل
شكراً عزيزي على تشجيعكم
اخوكم ابو عامر
الاخ ابا عامر رعاك الله
ومتعك بالصحة والعافية
روعة الانسان ان تتوافق سجاياه وسلوكه؛ ورغم اني لم اطلب منك تغييرا لمقالتك ولكنك بفطنتك أعدت كتابتها وسجلت للتاريخ حالة حفظت للطيبين ذكراهم وسترت غيرهم رغم مواقفهم، وكشفت ان النفس الانسانية في كل العصور فيها الطيب والسئ.
ووقفاتك الانسانية التي توثقها تعبير لمكونات شخصيتك التي مثلت النضوج المبكر وتحمل مسؤولية العائلة وفقدان الأبوين ودخول ميدان العمل في ريعان الشباب كلها مثلت التكامل الاخلاقي والانساني.
وما يحدث الان في جامعاتنا والعراق عامة حالة كارثية تخرج في وصفها السئ عن كل قيم الارض والسماء فشذاذ الافاق المتفيقهون والمتسترون بالدين يحكمون بفلسفة الانتقام وتطبيق الباطل بكل حذافيره . ولن هل سيسجل التاريخ فجورهم.
لنترك ذلك لمن سيعيشون بعدنا
خالص المحبة والتقدير
الأخ العزيز أبا علي المحترم
شكراً جزيلاً على موقفك البناء والنصيحة الأخوية التي سعيت انا للوصول اليها ولو عن طريق غير مباشر. نعم قيمة الشئ بعبرته وليس بذم اشخاص معدودين ربما قد ندموا عليها في لاحق حياتهم. انما اود ان اذكر العمل الصالح والبناء بالأسماء ليكونوا مثلاً يحتذا به. والغرض من ذكر الماضي هو ليس إلا لمحاكات الحاضر المؤلم الذي تمر به كل الدول العربية لا بل كل الدول النامية للأسف الشديد.
موضوع واحد اود ان اختلف به معك هو ان لا نترك الحكم للأجيال القادمة او للأخرين وانما علينا مسوؤلية التقييم والكتابةعن تجربتنا الأنسانية وليس الأكاديميةفقط في هذه الحياة.