أفكار حُـرّة : رئيس التحرير محمد حسين النجفي
صوت معتدل للدفاع عن حقوق الأنسان والعدالة الأجتماعية مع اهتمام خاص بشؤون العراق
ما زلنا نستيقظ في عز نومنا مفزوعين، رغم مرور ستين عاماً على ما تعرضنا له وما شاهدناه وما سمعنا عنه من جرائم تعذيب واغتصاب وتسلية بقتل الآخرين الذين هم مواطنون من نفس الشعب ومولودين على نفس التربة. تسعة أشهر سوداء مقيته ابتدأت يوم الجمعة 8 شباط 1963، المصادف الرابع عشر من رمضان من ذلك العام اللعين. إنه اليوم الذي اغتيلت فيه ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 وسُفكت دماء قادتها ومناصريها. انه اليوم الذي وجدت فيه السلطة المرتدة الخائنة إن قوى الأمن والشرطة والمخابرات غير كافية لاعتقال الآلاف من الشباب. لذلك جندوا مؤازريهم، ووضعوا على زنودهم يافطات عار مكتوب عليها (ح. ق.) رمزاً لتسمية (حرس قومي)، يافطات مكتسبة من الحركة النازية في المانيا والفاشست في إيطاليا. سلحوهم بغدارات بورسعيد التي هربتها لهم مصر عن طريق سوريا كي تستخدم لإرجاع عجلة التاريخ الى الوراء بعد ان شهد العراق تقدماً اقتصاديا وانفتاحا اجتماعيا خلال أربع سنوات من عمر الجمهورية الفتية.
تقديم كتاب المناضل الصغير
قراءة في كتاب ” المناضل الصغير” بقلم: نجاح يوسف
مدخل لقراءة كتاب المناضل الصغير
تغيرّ النظام السياسي والاقتصادي في العراق والعديد من دول الشرق الأوسط ليتجه نحو اضمحلال الانفراد بالسلطة ونحو إطلاق الحريات التجارية وتقليص دور وهيمنة القطاع العام، وتشجيع الخصخصة. وقد أدى ذلك الى فتح الاسواق امام فرص جديدة وتحديات معقدة مرتبطة بالمنافسة الحادة وبتقلبات السوق العالمية واتساع آثار العولمة. إن ما حدث خلال الثلاثين عاماً المنصرمة من تطورات وابتكارات في السلع والخدمات قد أذهلنا ولازال يبهرنا. تطور استعمال الكمبيوتر وانتشارها، وتوفرالتلفون المحمول الذكي متعدد الخدمات، واستخدام بطاقات الائتمان بدل استخدام العملة للشراء، والتسوق عن طريق المواقع الالكترونية. كل هذه التغيرات تطلبت مني ان اعيد تأليف كتابي “اسس التسويق الحديث” بعد ان كتبتُ الطبعة الاولى قبل اكثر من خمسين عاماً. ولما لم تكن الغاية من هذا الجهد تجارية قررت نشرهُ الكترونياً من خلال موقعي ليكون متوفراً للراغبين بقراءته مجاناً. وإذا كانت الطبعة الاولى موجهة الى طلبة كلية الإدارة والاقتصاد في جامعات ومعاهد العراق، فإن هذه الطبعة المنقحة ستكون موجهة الى رجال الأعمال في الاقتصاد المعاصر، اضافة الى طلبة الإدارة والاقتصاد. وستكون هذه الطبعة مناسبة للقارئ في عموم الوطن العربي ولا تقتصر على العراق فقط.
“اخترق المناضلون المديات، منهم من ذهب باحثاً عن ملاذ يبث أفكاره من هناك، يحمل مشعل الحرية والتحرر، مبتعدين عن إراقة الدماء، ومنهم من سحقتهم آلة السلطة الشمولية سحقاً، عانقوا الموت مبتسمين ابتسامة العاشق لمعشوقته، مواجهين حرارة الموت وظلم الظالم، منتظرين ضوء الفجر وإن كان بعيداً. نقرأ في (المناضل الصغير) للمفكّر الحر محمد حسين النجفي آلام شعب وآماله أفراداً وجماعات، بوصفه سرديّة تطرح أسئلة على الذات والآخر بالقدر الذي تجيب فيه عن الأسئلة القلقة، الكتاب مسيرة تاريخ.”
تعتبر الكرادة الشرقية من بين اهم ضواحي العاصمة بغداد من حيث تعداد النفوس والمساحة الجغرافية والتنوع السكاني. إلا ان اهم ما يميزها هو كونها شبه جزيرة يلتف حولها نهر دجلة العظيم من ثلاث جهات. كذلك كورنيش ابي نوأس ومقاهيه الجميلة والسمك المسقوف وبهجة وشعبية الكرادة داخل، وروعة ونظافة الكرادة خارج، وتحرر وحداثة عرصات الهندية وأناقة منطقة المسبح. ويعتبر شارع الهندي من بين الشوارع المهمة في قلب الكرادة الشرقية حيث يقع في منطقة البو جمعة ما بين منطقة الهويدي والبوليسخانة. قضينا في شارع الهندي احلى أيام الطفولة والحداثة والمراهقة من عام 1954 لغاية عام 1961، سبعة أعوام مهمة في ترعرع ونمو شخصية أي انسان ورسم ابعاد توجهه في الحياة. لم يكن شارع الهندي منطقة سكنية محدودة، وإنما كان محلة متكاملة وكأنها مدينة صغيرة في قلب الكرادة الشرقية. من بين الأحداث المهمة في هذه الفترة هي افتتاح البث التلفزيوني، والتعداد السكاني لعام 1957، ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958، احداث الموصل في آذار عام 1959، احداث كركوك في تموز عام 1959، محاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم يوم 7 تشرين الثاني عام 1959، ومشاهدة النقل المباشر لمحكمة الشعب (المهداوي).
مرّ علينا أسبوع يساري النجاحات وبامتياز، حيث تمكن اليسار الفرنسي من الحصول على 131 مقعداً في الانتخابات الأخيرة على حساب تجمع ماكرون الذي فقد الأغلبية المطلقة في البرلمان، ووقف سداً منيعاً امام سيطرة اليمين المتطرف بقيادة مارين لوبان. وهذا يعني سيكون من الصعب على ماكرون تشريع أي قوانيين ما لم يوافق عليها اليسار. اما في الجانب الآخر من العالم وفي كولومبيا البلد اللاتيني الذي يحكمه يمين اضطهادي قاسي على مر السنين، استطاع اليسار الكولومبي بقيادة غوستافو بيترو ان يفوز فوزاً ذو دلالة في بلد تحت نفوذ السيطرة الأمريكية والشركات الاحتكارية ومافيات الكوكايين، حيث حصل على 50.47% من الأصوات، بينما حصل منافسه المليونير رودولفو هيرنانديز على 47.27%.
الفصل الثالث من سلسلة اليوبيل المئوي لتأسيس الدولة العراقية