أفكار حُـرّة : رئيس التحرير محمد حسين النجفي
صوت معتدل للدفاع عن حقوق الأنسان والعدالة الأجتماعية مع اهتمام خاص بشؤون العراق
ضيف الإتحاد الديمقراطي العراقي في كاليفورنيا ضم برنامجه الثقافي، مساء الخميس ٢٠ تموز ٢٠٢٣ وعلى قاعة جوهرة الخليج، الكاتب الأستاذ محمد حسين النجفي ليتحدث عن إصدارين له، الأول بعنوان “المناضل الصغير” وهو رواية تتحدث عن تأريخه وتأريخ فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي والتي عاش أفراحها ومراراتها، والمطبوع الثاني بعنوان ” شموع لا تُطفئها الرياح” وهي مجموعة قصصية قصيرة تنقل صورة عن تلك الحقبة الزمنية التي عاشها الكاتب النجفي بكل تناقضاتها وآمالها وآلامها. وصدر هذان المطبوعان من دار ومكتبة أهوار في بغداد. وأدار الندوة الأستاذ نجاح يوسف رئيس الإتحاد الديمقراطي العراقي في كاليفورنيا.
رحب الأستاذ نجاح يوسف ممثل الاتحاد ومُسير الندوة في بداية الندوة، بالحاضرين وبالأستاذ الكاتب محمد حسين النجفي وشكره على تلبية دعوة الإتحاد للتحدث عن الكتابين المناضل الصغير وشموع لا تُطفئها الرياح. وطلب من الأستاذ النجفي أن يتحدث عن الظروف الاجتماعية والسياسية التي دفعت الكاتب لكتابة “المناضل الصغير”. تحدث الأستاذ محمد حسين النجفي عن أحداث ثورة ١٤ تموز عام ١٩٥٨ حين سببت القوانين والإنجازات الكثيرة التي صدرت بعد الثورة في تقسيم المجتمع العراقي إلى مع التغيير أو ضده، واتخذ هذا الصراع أشكالاً متعددة، وصلت لحد العنف، حيث بدأت عناصر الثورة المضادة بحياكة المؤامرات والتي كانت تزيد من الشرخ الحاصل بين أبناء الشعب العراقي، مما سهل أمر القضاء على ثورة تموز وضياع منجزاتها الكثيرة، ساعد على ذلك تمركز السلطة بيد الزعيم عبد الكريم قاسم وإبعاده القوى التي تناصر الثورة وتحمي منجزاتها وعدم السماح بتسليح الجماهير التي خرجت للدفاع عنها في صبيحة الانقلاب الدموي يوم ٨ شباط عام ١٩٦٣.
كما تحدث الاستاذ النجفي عن نشاطه وهو ما زال صبيا يافعا في الأنشطة الديمقراطية وخاصة في صفوف “اتحاد الطلبة العام” وكيف تم اعتقاله مع مجموعة من الطلبة في صيف عام ١٩٦٢ وإلقائهم في معتقل وغرف صغيرة لا يستطيعون الحركة فيها، حيث ذكر بأن تلك “الجريمة” لا تتوافق مع العقوبة لأنه شارك في نشاط لإيقاف التجارب النووية ومن اجل السلم العالمي.
ولم تكن الخلافات الشخصية بين الضباط الأحرار، كما يقول الكاتب، بعيدة عن هذا الشرخ الحاصل في المجتمع العراقي آنذاك وشعور البعض منهم بالغبن لعدم حصولهم على المناصب والامتيازات التي حصل عليها غيرهم.
وجاء دور مُداخلة الأستاذ نجاح يوسف في كتاب المناضل الصغير حيث قال بأن الاحداث والأسلوب الدرامي الشيق سحبه عنوةً لقراءته حيث شعر بمرارة وخيبة أمل تلك الأيام التي عاشها الكاتب ومعه الألوف من ابناء شعبنا. واكد الأستاذ نجاح يوسف بأن ما هدف الكاتب من طرح كتابه هو إعادة احداث الماضي ليس من باب التشفي والانتقام ولكن بهدف دراسة تلك الحقبة التاريخية بسلبياتها وإيجابياتها وضرورة دراستها من قبل الجيل الجديد وخاصة ثوار تشرين الذين ينبغي عليهم ان يعلموا بأن شبابا اصلاء مثلهم قد سبقوهم عند عتبات تأريخ العراق القريب ووقفوا ضد القمع الوحشي للدكتاتوريات المتعاقبة بشموخ الأبطال.
عندها قدم الاستاذ نجاح وبعد تقديم قصير عن سيرة الدكتور محمد عبد الرضا شياع العلمية والعملية لجمهور الحاضرين، طلب من الدكتور شياع تقديم قراءته لكتابي الأستاذ النجفي، حيث قدم مداخلة واسعة ومعمقة عن أسلوب الكاتب الروائي في طرح آرائه وتصوراته عن الأحداث التي مر بها وبشعور المرارة التي يتحسسها القارئ من خلال تتبعه لخطوات الكاتب إن كان في القصص القصيرة لكتابه ” شموع لا تطفئها الرياح” أو في روايته “المناضل الصغير”. كما تحدث الدكتور محمد عبد الرضا شياع عن استخدام الاستاذ النجفي الأسلوب السردي في كلي الكتابين لكي يسهل للقارئ التوصل إلى القناعات التي وصلها الكاتب.
بعد ذلك قرا الكاتب النجفي بضع صفحات من قصصه الصغيرة من كتابه ” شموع لا تطفئها الرياح” للحاضرين، وبعد انتهائه من القراءة فتح باب الأسئلة والمداخلات للحاضرين الذين أمطروا الكاتب بالأسئلة عن تجربته الحياتية في ظل تلك الظروف الصعبة التي مر بها وهو لازال شابا يافعاً، وإن كان نادما عليها ام لا. فأجاب الأستاذ محمد حسين النجفي على أسئلة الحاضرين كما عقب آخرون على أجوبة الكاتب فيما يخص التقسيم الذي حصل في المجتمع لم يكن شخصيا بقدر ما هو خلاف وصراع على الإنجازات وخاصة قانون الإصلاح الزراعي وقانون الأحوال المدنية وقانون رقم (80) الذي كبل شركات النفط الاحتكارية.
اختتمت الندوة بتقديم مدير الندوة الشكر للحاضرين على مشاركتهم، وفتح الباب لاقتناء كتابي الأستاذ محمد حسين النجفي “المناضل الصغير و ” شموع لا تطفئها الرياح” مع توقيع المؤلف للحاضرين الذين اقتنوا جميع النسخ المتوفرة، التي تبرع بها المؤلف للاتحاد.