أفكار حُـرّة : رئيس التحرير محمد حسين النجفي
صوت معتدل للدفاع عن حقوق الأنسان والعدالة الأجتماعية مع اهتمام خاص بشؤون العراق
جاء الى محلنا الكائن في سوق الشورجة “رشيد مطلك “مدير المصايف والسياحة في عهد الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم. وكان يعرف المرحوم خالي هادي الذي كان يلتقي وكذلك الزعيم عبد الكريم قاسم في المقهى المشهور “شريف وحداد ” قرب مدخل جسر الأحرار نهاية شارع النهر. وكان يلتقي في هذا المقهى مجموعة كبيرة من مثقفي بغداد وهي مقهى ومطعم وبار.
استقبله خالي ويبدوا انهم يعرفون بعضهم جيدا وكنت أنا هناك استمع الحديث. ثم قال رشيد مطلك لخالي : ابو حسن اريد مجموعة بسيطة من الصحون والملاعق .استغرب خالي لهذا الطلب! لأنه يعرف رشيد مطلك متمكن مالياً وصاحب ذوق في الشراء. فقال له رشيد انها ليست لي وانما للزعيم .فأسغرب خالي أكثر! وسأله لماذا للزعيم وتكون بسيطة ! فحكى له القصة: إن سائق الزعيم يأتي له كل يوم بسفرطاس من بيته او بيت اخته وليس به سوى دجاجة مسلوكة وخضرة ورز .وكل يوم يأكل من السفرطاس مباشرة .ويدعوا من حوله للأكل معه واحيانا يكونوا سفراء او مندوبي دول اجنبية. ان هذا غير مناسب ابداً وقد قلت له ذلك عدة مرات وطلبت منه ان اشتري له صحون فرفض . والآن قررت ان اشتري له من مالي الخاص هذه الصحون لأنه يرفض الصرف من مخصصات الدولة عليها. اجابه خالي انه يود ان يرسل معه افضل طخم مائدة كهدية للزعيم .اجابه بأن الزعيم سوف يرفض ذلك ولا يريد ان يحاسبه الزعيم على ذلك.
هذه نوعية الشخصيات السياسية الوطنية التي وعينا عليها في طفولتنا وعشنا على قيمها في شبابنا. الذكر الطيب للمرحوم رشيد مطلك والمجد والخلود للزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم.
محمد حسين النجفي
9 تشرين اول 2015