أفكار حُـرّة : رئيس التحرير محمد حسين النجفي
صوت معتدل للدفاع عن حقوق الأنسان والعدالة الأجتماعية مع اهتمام خاص بشؤون العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ))
الأخوة الأعزاء الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعوني اقدم نفسي اليكم. أنا محمد حسين النجفي، الأخ الأكبر الى المرحوم الحاج رعد النجفي، وابن اخت المرحوم الحاج كريم. اود ان اشكر حضوركم لمشاركتنا الأحزان بفقد الخال الحبيب الحاج كريم
دعوني احدثكم عن بعض ما لا تعرفوه عن خالي
وُلد في مدينة الكوفة عام 1942، وانتقل مع عائلته الى بغداد عام 1952، حينما كان عمره 10 سنوات
عمل في سوق الشورجة مع والدي واخوته الكبار، وتعلم مهنة التجارة أثناء كونه طالباً في المتوسطة والثانوية
أستطاع ان يتقدم في المهنة دون ارث او عطاء، ليصبح تاجراً معروفاً في سوق الشورجة، صنف الزجاجيات والفرفوريات
كذلك اهتم في شؤون الوطن والصالح العام، فأنخرط في العمل السياسي الوطني، مدافعاً عن الطبقات الأقل حظاً في مجتمعاتنا، ساعياً لتحقيق العدالة الأجتماعي وضمان حد ادنى لحقوق الأنسان، مسترشداً بفكر الأمام علي (رض) والفكر اليساري المعاصر
ونتيجة لذلك تعرض للأضطهاد القاسي كغيره من الشباب الناشط في ذلك الزمان من قبل سلطة البعث الأولى بعد 8 شباط عام 1963
لقد تركت تلك التجربة ذكريات قاسية في نفسه، لم تستطع الأيام ان تمحي آلامها. لذلك حينما عاد البعث من جديد، وبدت بوادر نزوعهم للأضطهاد مرة أخرى، قرر كغيره الرحيل عن العراق الذي أحبه حباً جما
نزح مع عائلته الى لندن عام 1976، وكان من اوائل الناس الذين تعامل معهم نبيل الخضيري وجمال الغبان. مارس انواع المهن التجارية مشاركاً في مطعم الخليج، وأسطنبول أكسبرس، والفنادق ليستقر في نهاية الأمر على الأستثمار في العقارات في قلب لندن النابض. عمل معه اخي المرحوم الحاج رعد واكتسب منه معرفة التجارة بالأملاك
عُرف في سوق الشورجة في بغداد، وفي المجتمع اللندني
بصدق تعامله، ونزاهة مسيرته، وحسن معشره، وسخاء كرمه.
سنفتقده من حياتنا وستفتقده الجالية العراقية في لندن.
و “إنا لله وإنا اليه راجعون”
رحم الله من قرأ سورة الفاتحة على روحه الطاهرة تسبقها الصلاة على محمد وآل محمد