أفكار حُـرّة : رئيس التحرير محمد حسين النجفي
صوت معتدل للدفاع عن حقوق الأنسان والعدالة الأجتماعية مع اهتمام خاص بشؤون العراق
تكونت الدول كما نعرفها بحدودها الجغرافية وبأسماها المبتكرة في مطلع القرن العشرين وخاصة بعد الحرب العالمية الاولى. تطور ذلك بمرور الأعوام لتتحول العديد من المستعمرات الى دول او دويلات تحت الأنتداب ومن ثمَ الى دول مستقلة لتدخل في عضوية عصبة الأمم ومنها مملكة العراق. وتطورت الجغرافية السياسية وتغيرت مرة اخرى بعد الحرب العالمية الثانية لتستقل شعوب اخرى كي تصبح دول ذات سيادة معترف بها دولياً بعد قبولها لتكون عضو في منظمة الأمم المتحدة. لقد حصلت هذه الشعوب على استقلاها بعدة طرق سواء كانت بكفاح مسلح مثل الجزائر وفيتنام او عن طريق نضال سلمي مرير مثل الهند والباكستان او عن طريق تنصيب حكام موالين للدول الغربية الكبرى مثل المملكة الهاشمية في العراق والأردن و المملكة السعودية والأمارات وسلطنة عُمان.
بموجب القانون والأعراف والمعاهدات الدولية والنظام الداخلي لمنظمة الأمم المتحدة فإن الدول الأعضاء فيها يتمتعون بسيادة كاملة على اراضيها وحدودها ومصادر ثروتها الطبيعية كالمياه والتي في باطن اراضيها ومياهها الأقليمية سواء أكانت حقول نفط وغاز ام مناجم ذهب او كبريت.
لقد اظهرت الدول الفتية التي استقلت وتطورت ابان المنتصف الثاني من القرن العشرين رغبة ملحة للأستقلال سياسياً من خلال تقوية تضامنها عن طريق منظمة الدول غير المنحازة، وكذلك من خلال بناء او محاولة بناء اقتصاد متكامل ومستقل من التبعية الى اقتصاد الدول الصناعية المتقدمة.
هذه الرغبة الملحة في الأستقلال في سنوات النصف الثاني من القرن العشرين، لعبت دوراً كبيراً في:
ولما كان لكل فعل رد فعل، فعليه لم تدخر الدول الصناعية الكبرى جهداً ولم تضيع وقتاً. فكان لابد من القيام بخطوات واسعة ومنسقة كي تقضي على خطر وصول الدول النامية الى مرحلة الأستقلال السياسي والتكامل الأقتصادي. ولذلك شهد النصف الثاني من القرن العشرين وليومنا هذا ما يلي:
ومما قلل من قيمة سيادة الدول في العالم الثالث سواء الدول ألاسلامية او الدول التي يسكنها مسلمون هو ظاهرة الحركات الأممية ألاسلامية الأرهابية التي ترتبط ببعضها على اساس عقائدي وليس قومي او اقليمي او وطني. وعليه نجد حركات مثل القاعدة او داعش او النصرة او بوكو حرام لا تلتزم بحدود ولا تركز على تغيير الوضع السياسي في عواصم هذه البلدان وانما تركز على مناططق حدودية قريبة من مصادر تمويلية مثل المناجم وآبار النفط ومناطق من الصعب على الدولة والجيش النظامي الوصول اليها. ومما ساعد على سهولة نجاح وانتشار نفوذ الأرهابيين بهذه السهولة ثلاث عوامل اساسية:
فعليه نجد يوماً بعد يوم ضعف الدولة امام انتشار وسعة دور المنظمات الأرهابية والمشكلة هي ارتباط هذه المنظمات الأرهابية بصلات اقتصادية مع شركات دولية كبرى من خلال شبكة اتصالا ت من الممولين والسماسرة والذين تهيئ لهم الأجواء من قبل السياسين الفاسدين في دول العالم الثالث.
فما هو الحل:
للأسف الشديد ليس هناك من حلول سهلة لما آلت اليه الأمور.
محمد حسين النجفي
9 نيسان 2018