أفكار حُـرّة : رئيس التحرير محمد حسين النجفي
صوت معتدل للدفاع عن حقوق الأنسان والعدالة الأجتماعية مع اهتمام خاص بشؤون العراق
قرر احمد حسن البكر وصدام حسين وعدنان الحمداني ان يزوروا الجامعة المستنصرية في منتصف العام الدراسي 1979/1978 كي يطلعوا على اوضاعها والتحدث الى الكادر التدرسي لبحث شوؤن العراق. استقبلني لفيف من طلبة الأتحاد الوطني واشاروا الي بالذهاب الى القاعة الكبرى حيث الرئيس والسيد النائب هناك. في بهو القاعة استقبلنا جيش من المخابرات: أهلا استاذ، تفضل استاذ، سَودي طريق للأستاذ ……. واخذوا مني حقيبة السمسونايت و كل واحد منهم بيده عصاً سحرية يمررونها من جميع الجهات واياديهم تلامسنا بشكل عفوي جداً وتفضل استاذ وشرفتنا استاذ.
دخلت القاعة واخذت مقعداً في اي مكان. وكان البكر وصدام وعدنان جالسين خلف منصة عريضة اعدت لغرض هذه الندوة الحوارية النادرة جداً بين ثلاث اهم شخصيات في الدولة حينها وبين الهيئية التدريسية في الجامعة المستنصرية. انه لشرف ومكانة خاصة لم ولن يحصل عليها كل من هب ودب. ابتدأ عدنان الحمداني بأعتباره وزير التخطيط واقرب المقربين للسيد النائب بسرد طويل للأنجازات الأقتصادية ذاكراً العديد من الأرقام التي تثبت بشكل قاطع لا يقبل الشك والجدال من ان العراق في تقدم مذهل. اثناء ذلك كان ابو عدي يولع سيكارهُ الكوبي ويأخذ نفس واحد بمنتهى الأناقة والذوق الرفيع، ويطفأها وبعد لحظات يولع غيرها وغيرها وغيرها.
ثم جاء دور الرئيس ابو هيثم وابتدأ الكلام وكلنا آذان صاغية وهدوء وسكون ووجوم لما سيقوله لنا رئيس دولتنا بعد عشر سنوات من الحكم المجيد. وهذا ما قاله بالحرف الواحد:
“نمنا في الليل وكعدنا الصبح، كالوا اكوا ازمة سكن. شنسوي مندري؟ وجايين نستشيركم”
قام الدكتور عبد الخالق البياتي رئيس قسم التعاونيات وتحدث بصوت عالي وبمصطلحات بعثية رنانة وتحدث عن كيف ان الخياطين قد رفعوا من اجورهم وان هذا احتكار وطالب القيادة بالضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه. اعقبه استاذ مصري قائلاً ” والنبي ياسيادة الرئيس عاوزين ناخذ معاكم صورة. والنبي متحرموناش .عازين تذكار……..”. نظر البكر الى صدام ، فأومأ صدام برأسه بالأذن فوافق البكر. ودعوا الجميع للوقوف وراء القيادة واخذ المصور الرسمي الصورة (يومها لم يكن هناك سلفي) وانتهى الأجتماع بهذه الفقرة المهمة.
تذكرت هذا الموضوع لسماعي في الأخبار بالأجتماع الطارئ المهم للرئاسات الثلاث ورؤساء الكتل ورؤساء….تحت رعاية وصيانة وحصافة رئيس الجمهورية فؤآد معصوم لبحث مطالب المتظاهرين. وخرج الأجتماع بتشكيل لجان للأتصال بممثلي المتظاهرين لمعرفة ما هي مطالبهم؟ لعد هذولة المساكين الي انبحت اصواتهم في ساحات التحرير على عموم العراق لمن كانوا يناشدون؟ أثاري معصوم نام عشرة اشهر وحينما استيقظ قبل يومين قالوا له ان هناك فساد ومحاصصة وطائفية ويمكن لحد الآن لم يخبروه بداعش لأن قلبه ضعيف. والنبي اسمح لنا نأخذ لك صورة حينما تستيقظ!
محمد حسين النجفي
آذار 2016