أفكار حُـرّة : رئيس التحرير محمد حسين النجفي
صوت معتدل للدفاع عن حقوق الأنسان والعدالة الأجتماعية مع اهتمام خاص بشؤون العراق
من سلسلة آخر ما قرأتُ بقلم الدكتور سمير جونه:
كتاب: صفحات لا تطوى: أفكار حرة في السياسة والحياة.
تأليف: محمد حسين النجفي، عن دار أهوار للنشر والتوزيع، شارع المتنبي، بغداد، العراق، 218 صفحة، سنة 2024.
مرَة اخرى يطل علينا الأستاذ محمد حسين النجفي من خلال هدية شخصية لي؛ كتابه الثالث الموسوم أعلاه، فله جزيل الشكر والامتنان. يختلف هذا الكتاب عن سابقيهِ كونه لا يحتوي على سرد يتضمن سيرته الشخصية، وانما مجموعة مختلفة من مقالات تتناول مواضيع متعددة تمس حياة كل عراقي بصورة خاصة، والتي سبق وان نُشرت في مواقع ادبية رقمية عبر السنوات. تتميز هذه المقالات بكون معظمها أكاديمياً بمعنى أنها لا تستند على آراء المؤلف الخاصة، وانما تستند على مصادر تاريخية لها وزنها ومكانتها، وإن لم يُخفي المؤلف بعض اجتهاداته بالموضوع ذاته. وهناك بالطبع بعضاً من هذه المقالات التي بناها المؤلف من فكره واجتهاده الخاص من خلال اطلاعاته وخبراته الطويلة جناها عير السنين وواظب على تشذيبها وتهذيبها لتخرج لنا بصورتها الحالية.
لو ألقينا نظرة على فحوى هذه المقالات لوجدنا إنها بانوراما تُغطي مواضيعاً ربما لا صلة مباشرة فيما بينها لكنها اطياف مختلفة تُكمل بناء لوحة معبرة عن واقع الحال في العراق. لذلك ليس من الغريب أن نجد تكرار بعض مقاطع السرد في مقالات مختلفة ومنفصلة، وكذلك فقدان التسلسل الزمني عند نشهرها في هذا الكتاب لأن هذه المقالات كُتبتْ في أزمان متفاوتة وتحت عناوين مختلفة.
ابتدأ المؤلف باليوبيل الذهبي لتأسيس العراق، وفترة الحكم الملكي، ثم تلاه؛ ثورة تموز 1958، الدين والطائفة والسياسة، الاقتصاد والسياسة، لعبة الانتخابات وديموقراطيتها، البديل السياسي، وآراء وافكار حرّة. وكل عنوان من التي ذكرناها يحتوي بين طياته تقسيمات ضرورية لتغطية مواده بصورة تفصيلية.
نعم إنها بانوراما واسعة تدل على مدى اطلاع وخبرة المؤلف في أمور الحياة والسياسة في العراق، وهو ابنها المجتهد المخلص لتربة بلده رغم قضاء معظم حياته في المهجر. وهذا ليس بالغريب، فهو ليس شخص عادي او صحفي عادي، بل شخص أكاديمي وخبير في الادارة والاقتصاد، قضى فترة من حياته استاذاً في الإدارة والاقتصاد في الجامعة المستنصرية، وله كتب أُقِرّت كمنهج تدريسي في تلك الجامعة.
عموماً، لم يكتفي المؤلف بالنقد والشكوى عن تدهور الأوضاع في العراق، بل قدّم حلولا عملية وواقعية يمكن تطبيقها إذا ما توفرت النيات الصافية لتحقيقها، ولو أني متأكد بأنه سيثير حفيظة الشباب باقتراحه إعادة الخدمة الإلزامية للجيش!! وكما يقول المثل العراقي الشهير “شدّوا روسكم يا گرعين”! وختاماً، حاولت أن أجد توصيفا يليق بهذه المجموعة من المقالات، ولم اقتنع إلا بعبارة من اللهجة العراقية المحلية، وأتمنى ان لا تُثير حفيظة المؤلف، ففي رأيي إن هذا الكتاب هو عبارة عن “گوشر سوالف حلوة”. أتمنى ومن كل قلبي مزيدا من التألق والإبداع لمناضلنا الصغير الكبير.
د. سمير جونه
3 تشرين الثاني 2024